|
اخفضْ جناحك قد دخلتَ فضاها |
واغضضْ بصوتك واستتر بحماها |
وارفق بخطوك في حياءٍ إنها |
حملتْ نبياً جال فوق ثراها |
قد بثها نوراً وإشراقاً وما |
عَرفتْ لها كل الدّنا أشباها |
فتفرّدتْ بالحسن نجماً ساطعاً |
واستأثرتْ بالخلد من مولاها |
فلكمْ يطيب الوجدُ عند لقائها |
ولكمْ تـُـسر النفسُ من مرآها |
هذي (المدينةُ) (طيبةُ) الطهر التي |
سكنتْ بقلبٍ عاشق لرباها |
هي (قريةُ الأنصار) (طابةُ) (برّةٌ) |
(دارُ السلامةِ) جلّ من سماها |
وهي (المباركةُ) (الحبيبةُ) إنها |
(ذاتُ الحرار) وربُّها أحياها |
وهي (الحصينةُ) و (البَحيرةُ) إنها |
(بيتُ الرسول) وطيبُها سكناها |
وهي (المَكينةُ) (مأرزُ الإيمان) و (الـ |
محفوظةِ) (الغرّاءِ) كمْ نهواها |
وهي (المقدسةُ) (البلاطُ) وإنها |
(بلدُ الرسول) و (درةٌ) تتباهى |
وهي (المُطيّبةُ) (المَقرّ) و (جـُـنّةٌ) |
أو (ذاتُ نخل) نخلها يغشاها |
(وادي العقيق) أتى إليها هائماً |
ومتيماً مفتونُ في لقياها |
وكذاك (بطحانُ) السبيل إذا جرى |
وبترعةٍ قد فاض منها ماها |
وعلى (الثنيّاتِ) القلوب تراقصتْ |
عطشى لمَن بمعِينه أسقاها |
و(قباءُ) يفخر شامخاً متباهياً |
قد حاز مجداً ما أظن يُضاهى |
تزهو (العوالي) بالنخيل عرائساً |
و ورودُها تهدي الربوعَ شذاها |
وكذاك (سلعٌ) مشرئبٌّ ناظرٌ |
(للخندق) المسكون في ذكراها |
تحت (السقيفةِ) ظللتْ أحبابَها |
والفجرُ يَنشُدُ برّها ورضاها |
وشواهدُ التاريخ في (أحدٍ) حكتْ |
نصراً توَطـّـن أرضها وسماها |
و(المسجدُ النبويّ) نبعٌ زاخرٌ |
دوماً يُجدد عهدها وصباها |
و(بروضةٍ) من جنةٍ علويةٍ |
تزكو النفوسُ تسامحاً بمناها |
و(بقيعها) قد ضمَّ أفئدة الألى |
بالدفءِ تحتَ ثراه قد واراها |
يا (مضجعَ الهادي) البشير محمدٍ |
إنّ القلوبَ تفطرتْ بهواها |
يا (قبةَ الإسلام) يا عشق الورى |
الشمسُ منك تشبعتْ بضياها |
يا دارَنا (العذراءَ) في خِدْر الحيا |
ذابتْ معاني الشوق في معناها |
حطـّـتْ قوافي الحُبّ عندك نشوة |
وتسابقتْ تـُـدلي بكل قواها |
إنْ كان للشعر الأصيل إمارةٌ |
أنتِ الأميرة والقصيدُ ذراها |