حان الصعود إلى السماء النازلة.....يا جُثــَّةً بجمالها متشاغلة
كَمُلَ احتضارُكِ ثم أنتِ جميلة .....حتى عليك الموت عضَّ أنامله
فإذا شحُبْتِ فليس عطرك شاحباً ..... وإذا يجف الماء لست الذابلة
ما من مرايا للعروس فأكملي .... كحل المحاجر في مسير القافلة
سقط المكان على المكان فعجّلي ... والحفل يصعد والعروس مماطلة
هم في السماء تواعدوا وتجمعوا ..... والموت باق ٍ والمدينة راحلة
لمَ يا عروسُ تثاقلين عن الردى .... والطير حولك ليست المتثاقلة ؟
لفظت بخار نفوسها بعشوشها .....زغباً تطاير من فراخٍ ذاهلة
قومي تأسَّـي بالطيور وأسلمي ....روحاً تَشـَبَّثُ بالحيـــاة الزائلـــة
مثل البراعم في حرير مهودها..... إذ أســـلمتها ســهلة متســـــــاهلة
شوفي الصغار وفي الغيوم سريرهم ....ناموا هناك على وسائد غافلة
حتى الفراشات التي بخدورها....أخفت لسفر الزيزفون رســـــــــائله
نفضت بوادي الغوطتين غبارها.....والريح في مسح الرسائل عاملة
عملاً بزفْرات الحنوش فإنها.... سم ٌّ زعــــــافٌ في قذائف وابلة
تردي الحقول إذا تنفس صبحُها.... تردي الخيول المائرات الصاهلة
تردي عروساً في شفوف بياضها....كانت مهاةً في البراري صائلة
بردى تقاطر ماؤه في جيدها ...خرزاتِ عقد ٍ من منابعَ سائلة
ثمراتِ أعنابِ اللذائذِ كلها.... جمعت بعُنـقـود الثـريا المـائلة
مالت كغصن فوق ظل حضورها ....والغصن تكسره الرياح الغائلة
وكذا الشآم على شفير شهيقها ....سقطت بمجزرة الهواء الشاملة
وسرى الغباش بكل بلور لها ... في نبع دمع ما يصبُّ جداوله
والشام حلَّت كل أسئلة الهوى ...إلا العقوق فلم تحلَّ مسائله
كمل احتضارك يا شآم فجاوبي .... أنت القتيلة لست أنت القاتلة