أقدم مقاول من مدينة الجزائر على شراء 120 حماراً من قرى ولاية غرداية التي تبعد أكثر من 600 كلم جنوب العاصمة. وقد فوجئ مزارعون ومربون من بلدات المنصورة و زلفانة و متليلي بالمقاول يجوب الفيافي بحثا عن الحمير بأي ثمن وفي أسرع وقت ممكن.
وتساءل الناس عن ما يصنع رجل في العقد الرابع من العمر ببذلة شيك وربطة عنق قدم خصيصا من العاصمة بمئة وعشرين حمارا. فكان الجواب حين قدم الرجل نفسه لرئيس البلدية بأنه مقاول، وأن مهمة الحمير هي نقل مواد البناء وتفريغ الردوم بحي القصبة العتيق في مدينة الجزائر حيث تجري أعمال واسعة لترميم مئات العمارات القديمة التي يعود عدد كبير منها للحقبة العثمانية، وحي القصبة هذا المصنف ضمن التراث الثقافي العالمي بني قبل اختراع وسائل النقل الحديثة و شوارعه عبارة عن أزقة ضيقة و أنفاق تحت العمارات وسلالم كون مدينة الجزائر مبنية بالتدرج على هضبة تمتد من البحر إلى القمة.
الحمير شكلت وسيلة نقل مواد البناء قديما وهي حتى اليوم الوسيلة التي تستخدمها مصالح نظافة المدينة في رفع الفضلات كل ليلة. أما لماذا قطع المقاول مسافة 600 كلم لجلب الحمير فلأن الجنوب هو المنطقة الوحيدة في الجزائر الذي لا يزال فيه المزارعون يربون قطعان الحمير.