ﺑﺪﺍ ﻣﺤﻴﺎﻩ ﻃﻠﻘﺎ ﻛﺎﻟﻨﺪﻯ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ
ﻣﻦ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺜﻞ ﺃﻗﻤﺎﺭ
ﻛﺄﻧﻪ ﺑﻠﺒﻞ ﻳﺸﺪﻭ ﺑﺮﺍﺑﻴﺔ
ﻳﻀﻮﻉ ﺍﻷﻓﻖ ﻃﻴﺒﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﺯﻫﺎﺭ
ﺇﺫﺍ ﺗﻐﻨﻰ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﺧﺪﻩ ﺧﺠﻼ
ﻭﺇﻥ ﺗﺜﻨﻰ ﺗﻬﺎﺩﻯ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﻤﺎﺭ
ﻭﺇﻥ ﺭﻧﺎ ﻃﺮﻓﻪ ﺍﻟﺴﺎﺟﻲ ﻟﻀﺒﻴﺘﻪ
ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻳﺘﻠﻈﻰ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ
ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﺿﺤﻰ ﻻ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ
ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﺈﻗﺒﺎﻝ ﻭﺇﺩﺑﺎﺭ
ﻭﺇﻥ ﺷﺪﺍ ﺑﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﺐ ﻗﺎﻓﻴﺔ
ﺭﺃﻳﺖ ﻋﺬﺏ ﺑﻴﺎﻥ ﺳﻠﺴﻞ ﺟﺎﺭ
ﻛﺄﻧﻪ ﻧﻬﺮ ﺣﺐ ﺩﺍﻓﻖ ﺭﺿﻌﺖ
ﺃﺷﻮﺍﻗﻪ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﺎء ﺃﻃﻬﺎﺭ
ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺑﺠﻼﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﺘﺮﻋﺔ
ﻭﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻐﺾ ﻣﻤﻠﻮء ﺑﺄﻧﻮﺍﺭ
ﺗﺮﺍﻩ ﺧﻴﻞ ﻗﺼﻴﺪ ﻣﺴﺮﺝ ﺑﺪﺃﺕ
ﺃﺷﻮﺍﻗﻪ ﺗﺴﺘﻘﻲ ﺃﻟﺤﺎﻥ ﺃﻭﺗﺎﺭ
ﺗﺰﻳﻦ ﺍﻵﻓﻖ ﻣﺬ ﻫﺒﺖ ﻣﺴﺮﺗﻪ
ﻭﺃﺧﺼﺐ ﺍﻟﺠﺪﺏ ﻣﺬ ﻭﺍﻓﺖ ﺑﺄﻣﻄﺎﺭ
ﻳﻨﺜﺎﻝ ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻣﻨﻬﻤﺮﺍ
ﻳﺴﻘﻲ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﻔﻴﺎﻓﻲ ﻓﻴﺾ ﻣﺪﺭﺍﺭ
ﺿﻴﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﺫﺭﻯ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻣﻨﺴﻜﺒﺎ
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺍﺣﻲ" ﺗﻌﺰ" ﺩﻭﻥ ﺇﻗﺘﺎﺭ
ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺜﺎ ﺑﻼ ﻭﺍﺩ ﻳﻬﻴﻢ ﺑﻪ
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﻮﺍﺩ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻮﺍﺭ
ﻳﺼﻴﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺭﺑﻪ
ﻭﻳﻨﻬﻞ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻋﺬﺑﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻛﺪﺍﺭ
ﻓﺎﻫﻨﺄ ﺑﻮﺍﺩﻳﻚ ﻳﺎﻣﻦ ﺗﺮﺗﺠﻲ ﻭﻟﻬﺎ
ﻓﺎﻟﺮﻭﺽ ﺃﻋﺸﺐ ﻣﺨﻀﺮﺍ ﺑﺄﺷﺠﺎﺭ
ﻛﻢ ﻧﺴﻤﺔ ﺗﺘﻤﻄﻰ ﻓﻲ ﺧﻤﺎﺋﻠﻪ
ﻭﻧﻌﻤﺔ ﺗﺘﻬﺎﺩﻯ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﺴﺎﺭ
ﻳﺎ ﻧﻐﻤﺔ ﺍﻷﻧﺲ ﻏﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻓﺌﻪ
ﻭﺃﻧﺸﺪﻱ ﻳﺎﻣﻐﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺐ ﺃﺷﻌﺎﺭﻱ
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻰ ﺃﺷﺎﻭﺳﺔ
ﻟﻬﻢ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺑﺄﺩﻫﺎﺭ
ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻧﻢ ﻋﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﻪ
ﻣﺎ ﺳﻘﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺸﺎﺩﻱ ﺑﺄﺳﺮﺍﺭ
ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﺎﺫﺭﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺎﺑﻞ ﺗﻨﻤﻮ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﺮﺍﺭ
ﺃﻣﻴﻨﻬﻢ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﻣﺬ ﺭﺗﻌﺖ
ﺣﺮﻭﻓﻪ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺨﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻦ ﺻﺪﺣﺖ
ﻟﻪ ﺍﻟﺒﻼﺑﻞ ﺗﺤﻴﻲ ﺃﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ
ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺸﺪﻭ ﻓﻲ ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ
ﻣﺤﻠﻘﺎ ﺑﺴﺮﻭﺭ ﻣﺜﻞ ﺃﻃﻴﺎﺭ
ﻣﻐﺮﺩﺍﻣﺜﻞ ﺃﻃﻴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﺟﺬﻻ
ﺑﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺰﻥ ﻫﻄﺎﻻ ﺑﺄﻣﻄﺎﺭ
ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺗﺮﻯ ﺣﺴﻨﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻟﻘﺎ
ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﺮﺓ ﺗﺴﺮﻱ ﻣﺜﻞ ﺗﻴﺎﺭ
ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻛﻐﺼﻦ ﺍﻟﺒﺎﻥ ﻗﺎﻣﺘﻪ
ﺑﺨﻔﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻴﺎﺿﺎ ﺑﺄﻧﻮﺍﺭ
ﻃﻠﻖ ﺍﻟﻤﺤﻴﺎ ﺑﻬﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ
ﻛﺄﻧﻪ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻣﺤﻔﻮﻓﺎ ﺑﺄﻗﺪﺍﺭ
ﻧﺴﺎﺋﻢ ﺍﻷﻧﺲ ﺗﺰﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺃﺿﻠﻌﻪ
ﻛﺰﻫﻮﺓ ﺍﻟﻐﻨﻮﺓ ﺍﻟﺠﺬﻟﻰ ﺑﻘﻴﺜﺎﺭ
ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺍﻓﺪﺕ ﺍﻷﻃﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺟﺬﻝ
ﺗﺰﻑ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺑﺈﻛﺒﺎﺭ
ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺍﻟﻌﺬﺏ ﻳﺸﺪﻭ ﺑﺎﻟﻬﻮﻯ ﻏﺮﺩﺍ
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻫﻼ ﺑﺄﺗﺮﺍﺑﻲ ﻭﺯﻭﺍﺭﻱ
ﺣﻴﺎﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﻳﺎ ﺳﻨﺪﻱ
ﺑﻜﻢ ﺳﺮﻭﺭﻱ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺰﻑ ﺃﻭﺗﺎﺭﻱ
ﻓﻴﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﺗﻮﺝ ﺧﻄﻮﻩ ﺑﻬﺪﻯ
ﻳﻔﻴﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺩﺍ ﻣﺜﻞ ﺃﻧﻬﺎﺭ
ﻭﺍﻧﺒﺖ ﻟﻪ ﻛﺎﻟﺸﺬﻯ ﻣﻦ ﻧﺴﻠﻪ ﻓﺮﺣﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺧﺮﺍ ﺑﻬﺬﻱ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭ
ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻠﻤﺎ ﻛﻤﺎء ﺍﻟﻤﺰﻥ ﻣﺘﺼﻼ
ﺑﺮﺑﻪ ﻭﺍﺛﻘﺎ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ
ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺶ "ﻣﻬﺎﺟﺮ" ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺩﺳﻪ
ﻭﻳﺴﻌﺪﺍﻥ ﻭﺗﻤﺤﻰ ﻛﻞ ﺃﻭﺯﺍﺭ
ﻓﺎﺳﻌﺪ"ﺑﻬﺎﺟﺮ"ﻭﺍﺭﺷﻒ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻳﺒﻬﺎ
ﻛﺆﺱ ﺣﺐ ﻭﻗﻞ ﺧﻴﺮﺕ ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻱ"
٩/٩/ ٢٠٠١٤