|
أخْفى بذيلِ الخَوْفِ ما اقْترَفَا |
وثغا فَبثَّ بصوْتِهِ الأسَفَا |
أسْرُ الرجالِ له مؤَامَرَةٌ |
اَلنفْسُ منها اسَّاقطَتْ كِسَفا |
أخذوهُ يومًا أخْذَ مُقْتدِرٍ |
منْ مكْمنٍ بينَ النعاجِ صَفا |
غدْرُ الزمانِ بدا بأعْيُنِهِمْ |
بالنائباتِ أطلَّ وانْكَشَفَا |
ساقوهُ في وقتٍ تشابهَ.. ما |
بانَ النهارُ بهِ ولا انْتصَفا |
في باحةٍ جَزَعُ الخرافِ بها |
يرْبو على لغْوٍ بها عُرِفا |
لم يدْرِ إلا والأكُفُّ بها |
تعلو بهِ ظَهْرًا لهُ انْقَصَفا |
حتى تقدَّمََ بينهمْ رجُلٌ |
يبْغِي الصدارةَ حيثُما وقفَا |
فاقْتادَهُ قسْرًا لِمَقْصِدِهِ |
لَكَأنَّهُ عَلَنًا قدِ اخْتُطِفا |
اَلحالُ يُنبِئُهُ بمَذبَحةٍ |
سَتُكذِّبُ الذكرَى بها الصُّدَفا |
كمْ قصَّ منها الدهرُ منْ حدثٍ |
تُمْسِي الحياةُ لهوْلِهِ خَرَفا |
ها هُمْ هنا يتمَسَّحونَ بهِ |
أو يمْسَحونَ الرأسَ والكتِفا |
فلعلَّهُمْ يتأهَّبونَ بهِ |
لوليمةٍ منْ ذكْرها ارْتجفا |
وَلعلَّهُمْ منْ أجْلِ ذلكَ -لا |
عطفًا- لهُ قدْ أكْثَرُوا العَلَفا |
فجثا وقالَ مُحدِّثًا طرَفًا |
منْ نفسِهِ ومُحَفِّزًا طرَفا |
إنْ كانَ مَحْضُ الذبْحِ مَوْردَنا |
لمْ نرْجُ يومًا عنهُ مُنْصَرَفا |
فَلآتِيَنَّ الآنَ منْقَبَةً |
سَتُشَرِّفُ الأسلافَ والخلَفَا |
أُلْفِي بها حلا لضائقتي |
وأنالُ في إتيانِها الشرَفا |
وتصيرُ في عُرْفِ البقاءِ لنا |
أمثولةً ننجو بها.. وكَفى! |
أشْجَى بقرنَيْهِ الهواءَ كَمَنْ |
يسعى إلى أمرٍ ولوْ ضَعُفا |
دارَى برُكنِ الأسْرِ خُطَّتَهُ |
مُتحَيِّنًا وقتًا لهُ أزِفا |
منْ مَنفذٍ تحتَ الجدارِ بهِ |
قد فرَّ لا يرْجو لهُ هَدَفا |
هذي خواطرُهُ قدِ انْتَثَرَتْ |
فوقَ القصيدِ بمَا بهِ اعْترَفا |
لكِنَّني لمْ أدْرِ منْ عَجَبٍ |
أخواطرًا قدْ صُغتُ أمْ سَخَفا |