|
أريدُ منَ الأيَّام ما لا يَضرُّها |
و لكنْ أرَاها ضدَّ كلِّ المطالب |
تبيتُ هُمومُ العَيش تَشْربُ منْ دمي |
وتُرْهِبُني مثلَ الوُحوش الرَّواهب |
اذا نِلْت ما يَكْفي لسَدِّ مَعيشَتي |
أكونُ بعيدًا عنْ شباكِ المصَائب |
أُصَاحبُ منْ يبْغي السَّعادةَ للورى |
ويدْفعُ عنْهمْ شرَّ تلك المخالب |
فَمنْ عاشرَ الأخيارَ عاش مُعزَّزًا |
ولمْ يتْرُكُوه عُرْضَةً للنَّوائب |
و أَرْفُضُ أنْ أبْقى حَبيسَ تَقاعسٍ..اذا شْمْتُ شخْصًا وَاقعًا في المَعَاطب |
و أَحْمل قَلبًا لا يُحبُّ المقَامَ في |
و منْ كانَ ذا قلبٍ مُصِرٍّ على العلى |
فأيَّامُه مَمْلوءةٌ بالمتاعب |
و مَنْ كان ذا قلْبٍ جبانٍ فانَّه |
ضعيفٌ أتاهُ الظلْمُ منْ كلِّ غاصِب |
تُحرِّكُني في العيش نفْسٌ أبيَّةٌ |
وتَمْنعُني عنْ فعْلِ تِلكَ الغرَائب |
و لَوْ كانتِ الأيَّامُ تَعْرفُ قَدْرَنا |
فمَا طَمعَتْ في لسْعِنا كالعَقارب |
اذا لمْ أَجدْ بين الحُضور مَكَانَةً |
رَأيْتُ ركُوبَ البُعْد جِدَّ مُناسِب |
و مِنْ طَعْنةٍ لاقَيْتُها بعْد طَعْنةٍ |
حَسدْتُ الذي لمْ يمْش تحْتَ الكواكب |
أرى المرْءَ في هذا الزَّمانِ سَفينةً |
تُهاجِمُها الأَخْطارُ منْ كُلِّ جَانب |
اذا الجَهْلُ و الأوْهامُ حلَّتْ بدَوْلةٍ |
رَأيْتَ قُرودًا في أَعالي المراتب |
و ليسَ نبيلٌ منْ يُنكِّدُ عَيْشَه |
بقلْبٍ حَقُودٍ دائمًا في المعايب |
فيا راغِبًا في كسْبِ كلِّ رَغيبةٍ |
فَانَّ ثنَاءَ النَّاس خَيرُ المَكاسب |
وَ أَحْببْ فانَّ الأرْضَ بالحُبِّ جنَّةٌ |
وكُنْ حَذرًا منْ مَكْرِ تلكَ الثعالب |
و ساعدْ فانَّ الحرَّ خَيرُ مُسَاعدٍ |
ولا تغْلقِ الأبْوابَ في وَجْهِ طَالب |
وَ ثَابرْ على فَهْم العلوم و أخْذِها |
وسَافرْ فَفي الأَسْفارِ كَسْبُ التَّجارب |