ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» بياض» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» تضامن» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» مختارات من الشعر العامي» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» سجن الخوف.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» شجرة الود,» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» زهرة برية» بقلم سمر أحمد محمد » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» من أجمل الكلمات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» خواطر وهمسات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
نتوقف عند محطات الزمن وندلف دهاليزه وعالمه الغامض فى هذه القصة التى ألحت بقوة على اشكالياته المعقدة ، خاصة فيما يتعلق بالمرأة وعمرها المسروق ومشاعرها المهملة وانسانيتها المحروقة على موقد الحياة العصرية وأحداثها المتسارعة ومتطلباتها المادية ورتابة وقسوة العمل وجفاء وروتينية الحياة الزوجية .
أحداث وواقع وملابسات وظروف تجعلها فى معرض بحثها عن انسانيتها وأحلامها الوردية بعيداً عن قسوة الواقع ومرارته وعن أنوثتها وأمومتها ، تلح وتكرر وتلاحق الوقت كأنها تبحث عن متنفس ومتسع من الزمن تتمتع بانسانيتها فى رحابته ، أو كأنها تريد أن توقفه وتعرقل مسيره السريع بمجرد " تكة " بيدها على المنبه لكى تنعم بوقت اضافى خارج اطار الروتين والملل تشعر فيه بذاتها وبوجودها .
لذلك طغى الصراع مع الزمن والوقت على معظم أحداث القصة وكان هو المحور الأساسى فيها .. ولا يكاد يخلو مقطع من اشارة لهذا الصراع ، نقرأ مثلاً : " كعادتها – ساعة الايقاظ - كل يوم تمزق وجه الأحلام بعنف " ، " محدثة نفسى : خمس دقائق أخرى " ، " لأجد أنى تأخرت " ، " وملاحقة الساعات الى صعود السلم " ، " أخطف قبلة قبل انطلاقى الصاروخى الى المطبخ " ، " وأذن لا تنصت الا لجدار قلب الساعة المعلقة على جدار اليوم " ، " فى غفلة من وقت " ، وزنى ازداد خلال ساعات " " ترن الساعة وتتسلل يدى كلص محترف .. خمس دقائق أخرى " .
افتتاح القصة كان مميزاً جداً وأبهرنى بالفعل ، وهى انطلاقة صوتية شدتنا من آذاننا لنسمع مزيداً من الأصوات لنعايش هذا الضجيج المقيم الذى تحياه البطلة ولا تملك المقدرة على الخروج منه ، وكان عنصر الصوت وأدواته فى القصة أهم ميزاتها على الاطلاق .
فى البداية أسمع هنا – ولا أرى – صوت المنبه يوقظها بعنف ويخرجها بقسوة من حلم تتمنى أن تستغرق فيه حتى النهاية لتنسى ولتعيش بعض الوقت بعيداً عن معاناتها اليومية ، وأسمع يدها وهى تحاول بعنف مقابل " اخراس " ساعة المنبه ، لتحظى بفسحة ولو لدقائق فى دنيا الأحلام ، هكذا : " كعادتها كل يوم تمزق وجه الأحلام بعنف ، فأتململ فى فراشى وأخرسها محدثة نفسى : خمس دقائق أخرى " .
أسمع قفزاتها المسرعة وصوت الباب وهى تفتحه وصوت لهاثها وأنفاسها المتلاحقة وهى تصعد السلم ، وصوت بكاء الطفلة وتوسلاتها وصوت صراخها البرئ ولسان الزوج السليط يصدر الأوامر على وقع ضربات قلب الساعة المعلقة فى الجدار ، يقذف هو الآخر الزوجة فى تيه الزمن والسرعة ليلحق بمواعيد عمله ، وأسمع حفيف جسدها على الأرض وهى تجره جراً الى السرير ، وصوت الساعة التى ترن يومياً فى نفس الموعد ، معلنة الدخول من جديد فى ضجيج وصخب الأحداث والمهام والتكليفات اليومية التى لا تنتهى .
التصوير الفنى فى القصة جاء مكثفاً ودقيقاً وداعماً لحالة البطلة النفسية ومنسجماً مع بحثها عن أشياء تبدو خيالية وصعبة المنال فى ظروف قاسية غير مواتية ، فجاء التصوير ليداعب الخيال ويرضيه بعض الشئ فى مواجهة ضربات الواقع وقسوة البشر وجفوة الوقت ؛ فالساعة " تمزق " وجه الأحلام ، وهى " تخرسها " بيدها ، وهى " تلاحق " الساعات ، و" تتعثر " أمومتها بين الأوانى ، و " مرآتها " تحدجها " بنظراتها ، وهى " تتعثر " برجاء طفلتها ، و " تتوسد " أحلامها .
قصة فى منتهى الرقى والروعة اكتملت فيها عناصر القصة القصيرة بشكل كبير واستوفت أغراضها وازدحمت بفنياتها ، بسرد لاهث جمع بين الحكى والتصوير المستفز والمستدعى للخيال ليجمع بين واقع البطلة الممل البائس وما تتمناه من الخروج منه لتعيش ولو خمس دقائق أخرى فى عالم الخيال والأحلام ، وضجت اللغة بأفعال الحركة والصوت لترصد دون توقف أو فوات منظر أو مشهد معاناة تلك المرأة مع الزمن والوقت ، تلاحقه ، تحاول ايقاف ضجيجه ، فيغلبها ويعلو صوته ويتجاوزها فتلهث وراءه ولا تستطيع التقاط أنفاس أمومتها وأنوثتها وشبابها ونضارتها وحيويتها .. وقبل كل شئ انسانيتها .
هذا الصراع اليومي والتمزق الذي تعيشه الأم العاملة لا يستطيع أن يصوره بهذه الدقة إلا امرأة عاملة عاشت معاناته
أنت قاصة رائعة أختي خلود، وتكتبين بأسلوب جميل ومشوق
شكرا للمتعة التي نلتها بقراءة قصتك أختي
بوركت
الأديبة الفاضلة
أحسنتى فى اقتناص عدة مشاهد فى يوم الأم المرهق
و اختزالها و تجسيدها فى مشهد قصصى بديع
البداية جميلة و اللغة شيقة جدا و مناسبة للحركة و الانفعالات النفسية للبطلة
هذه قصة لا تعتمد على لحظة تنوير و هى من القصص الصعب كتابتها
لكنكِ ما شاء الله أجدتى فيها جدًأ
استمتعت بالقراءة لكِ
كل التحية
و
إلى لقاء
وَ مَا فِى الدَّهْرِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ = يَكونُ قِوَامُهَا رَوْحَ الشَّبَابِ