المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي
عندما يتحقق الفهم الدقيق والرؤية الواعية لما هو مطروح، تصبح الإرادة الجمعية لأي تشكيل أكثر فاعلية وقدرة على إحداث التغيير المطلوب في المساحة الفكرية أو الرؤى والتركيبة القيمية للشرائح المستهدفة، وتتأتى للمهتمين التزاما بالخروج من بوتقة المستقبِل -بكسر الباء- المتأثر بالآخر المهدد دائما بالانصهار فيه أو التلاشي أمامه، فرصة الانتقال بالمجتمع الذي ينتمون إليه ويمثلونه إلى حيز التأثير ليكون مصدر إشعاع فكري وثقافي وإسهام حضاري في الإنسانية، فيكون الارتقاء بالواقع الإنساني وترسيخ قيم الخير والحق والجمال وإرساء قواعد التفاعل الإنساني والحوار الحضاري الإيجابي المحقق لغاية الخلق بالخلافة في الأرض لعمارتها وتنميتها ورفع سوية الحياة فيها بما يتناسق مع الناموس الكوني، وتلك هي رسالة أمتنا..
لهذا قلنا ونؤكد أن إتحادنا ليس حلم مجموعة من الأدباء والمفكرين ولا هو غاية نخبة إبداعية لتحقيق الذات أو تحصيل المصالح، بل إنه بما نراه ونطمح له، وما سنجتهد ونجاهد لأن يكون بوابة الإنسانية مفتوحة على غد تتحرر فيه من المصلحية وتحكم قوى الشر والدموية وعُقد الفوقية والإقصائية و"سيكوباتية" الدول التي تعتبر نفسها الأقوى، وتنطلق نحو تعاونية تهزم الحدود والقيود والفواصل المكانية لتبني عالما أنقى وأرقى للأجيال القادمة، وقد آن لنا أن نفلت من دور المستكين المتلقي المنصاع لنكون أمة تعطي فكرا وعلما وتشرق نورا في ظلمة الواقع، علّنا نستعيد بعض حضارة تكاد سطورها تنمحي من ذاكرة الأمة وصفحات التاريخ.
وبيقين بأن الكبار لا يصعب عليهم التمييز بين الغث والسمين، ولا يستعصي سبر غور ما ينظرون، وثقة أن أهل العزم والهمة أسرع التحاقا بركب البناء والعطاء وأحرص على الانضواء تحت راية الخروج بالإنسانية من كهوف ظلمة الجهل لسهول نور الفكر والثقافة والتحضر، فإنني أختم بتكرار دعوة الرائع هشام النجار
تحاياي