هذي القصيدةُ سَادتِي ... أسمَيتُهَا يا آهِ آهْ
فَـتهـيَّـأوا وتـبـسّـمُـوا ... لولا الـتـبـسُّـمُ ماالحياة !
لـمَّا نويتُ زيارةً ... لخطيبتي وا فرحتاه
وبرفـقـتي إثـنـيـنِ يـا ... خَـيـبَـاتَ شخـصٍ رافـقـاه
لـلـسّـوقِ قصدي اشتري .... من ذوق إهداءٍ أراه
ركـبـا معي سيّارتي .... ومحددين الإتِّـجــاه
ثـمّ انـتـهيـنـا بعدما ... كـلٌّ تـنـاوَلَ مُـبـتـغَـاه
وإذا بِقَاطِعِ سَـيْـرِنَا ... رجُـلٌ يُـثَـاقِـلُ فِي خُطَاه
زجـرَاهُ مَن كانا معي ... يا لـيتهم لم يزجُـراه
نَـزَلَا إليهِ بـنـيّـةٍ .... شِرِّيرَةٍ أنْ يضربَاه
وَشتَمَهُما وإذا هُمَا .... بشتائِمٍ قد بادلاه
وتوقَّـعـاهُ لوحدِهِ ..... يا ليتَ لم يتوقَّعَاه
خَرَجَتْ عِـصابَـتَـهُ لَـنَـا ... مِن كـلِّ صوْبٍ واتِّجَاه
ونِسائَهُم وَصِغَارَهُم ..... لِـيُهَاجِـمُـونـا وَيْـلَـتَـاه
جاؤوا ذِئَـابًا مِثلَما ... جئنا قطيعًا مِن شِيَاهْ
سَرَقُـوا هدايايَ الـتي ... مِن نَحْسِ سـوقٍ مُشتَراه
شَـنُّـوا علينَا غَـارَةً .... كقبائِلِ الـتَّـتَـرِ الـغُـزَاةْ
ولسانُ حالِ خطيبتي ... لِـمَ قـد تأَخَّرَ ما دهاه ؟
لمْ تَـدْرِ ماذا حَلَّ بي .... وأنا أُصارِعُ للحياةْ
حَمَلَ الـكَـبِـيـرُ هِـرَاوَةً ... وصغـيـرَهُم حَمَل الحصَاةْ
لم يكتفوا بل جرَّبوا ... فينا الغليظَةَ مِن عَصَاةْ
لم أدرِ أصرخُ مِن يدي .... أو صرختي وا ركبتاه
طـيـرٌ أبابـيــلٌ أتوا .... جاشـوا علينا كَالطُّغَاةْ
وظـنـنـتُ مِن كُثْرِ الأسى .... أنِّي وحـيـدٌ فِي الفَـلَاةْ
أينَ الـلــذَانِ برفـقـتي .... لِمَ لَمْ يذوقا طعمَ آه
لمَّا انتهوا من دبغِـنا ... ناديتُ: مهلًا يا جُنَاةْ
يا ويحكم لي موعِدٌ ... كيفَ السبيلُ إلى النَّجَاةْ
وثيابَنَا قد مُزِّقِت ... من بعد قَصْفٍ لِلْجِـبَـاه
كُـنَّـا بأحسنِ هـيـئـةٍ ... والآنَ أَشبَاهَ العُرَاةْ
...
شعر/ الصهيب العاصمي ؛