يلوم الحبيب عليّ البعا
د_من ذا يروم الوصال تُرى
عيون الحبيب وقد أطلقت
سهام الغرام بليلٍ سري
فشق الظلام ضياء الهوى
وأمسى الفؤاد وقد أقمرَا
وبدر السماء ونجم علا
تلاقا بقلبي ونهرٌ جري
وهمس الشفاه نسيمٌ رقيقٌ
وورد الخدود وقد أزهرَا
جمود الدموع جمارٌ هنا
تذيب الفؤاد ويمضى الكرى
فتبقى الجراح كأن العنا
رفيقٌ لقلبى ودون الورى
فأشدو كطيرٍ ذبيحٍ هنا
على غصن همّي وقد أُهدرا
أضم اللهيب وجمر الجوى
فيزداد شوقي ولن يعذرا
ويبقي الأنين كضيفٍ غدا
من الهم صوتًا بدا منكرا
تنام الهموم على وجنتي
دموعا تسيل كنهرٍ جرى
يفيق الهيام بقلبٍ صبا
فيسري الحنين لمن أدبرا
انا الليل طال على مهجتى
ولاصبحَ أرجو فماذا ارى؟
أيأتي الربيع بزهر الندي
ويمضي الظلام وما أسفرا
يفوح العبير من الناديات
وروض الضلوع وقد أثمرا
ترفق بقلبي ترفق به
فمالي سواك بكل الورى
فإن أنت تقسو ويقسو الهوى
فأين المجير لصبٍ برى
فأنى المؤمل منك الرضا
فإن أنت ترضي نعيما أرى
وإلا فنارٌ وفيها الضنا
جحيم لقلبي وقد سُعّرا