أيا غزةَ المجدِ خُوضي الرَّدى
وضُمِّـي التُّـرابَ الـذي قُيِّـدا
فما ضلَّ صوتك عبرَ الزمانِ
سمعِنا صداهُ يجـوبُ المـدى
ستبكين فينا العروبةَ دومًا
ونرقبُ فيكِ الأسى مشهدا
نزفُّ إليكِ دموع الحيارى
ونشربُ ذُلَا بنا عربدا
جعلنا البغاةَ ولاة علينا
وصار العدوّ لنا سيِّدا
وأضحى التقيّ الكريم لدينا
يرى كلّ فردٍ أتى مُلحدا
ليحملَ سيفَ الكرامةِ عَدوًا
بكلتا يديهِ يعينُ العِدا
يظنُّ بأنَّ الإلهَ اجتباهُ
وولَّاهُ جيشًا لهُ سُؤددا
فيقتلُ باسمِ الإلهِ أخاهُ
ويجعلُ بيتَ الهوى مسجِدا
ويعلو المنابرَ فينا دعاة
هلموا فوقت الجهاد ابتدا
ويرفع كفّ التضرُّعِ يدعو
أيا ربّ أنجِز لنا الموعِدا
فإن خالفَ الأمرُ سلطانهُ
أناخَ يُقبِّلُ تلك اليدا
أُمِرنا الإطاعةَ يا سيدي
وحقٌّ لمثلكَ أن يُقتدى
فوا أسفاهُ على دينِنا
أتانا عظيمًا وراحَ سُدى
فلا ترقبينا ولو بعد دهرٍ
فإنَّا ضللنا طريقَ الهدى
ولا تسألينا إذا ما العدوُّ
تمادى ليهدمَ ما شُيِّدا
وقومي لتبني قصورَ الجنانِ
فما ماتَ منكِ الذي استشهدا
أقيمي صلاتكِ في كلّ حينٍ
ستلقينَ ربَّكِ حتمًا غَدا