لا تلُومي منْ باتَ يشكو الغيابا
إن رأى الـمـاءَ يـستحيل سـرابا
فـالـصـدورُ الــتـي تــذوبُ حـنـينًا
هـجـرهـا يـجـعلُ الـقـلوبَ يـبـابا
أوَ يَـحـيا ذاكَ الــذي مــاتَ حُـزنًا
وقــضـى الـعـمْـر غُـربـةُ وَذهـابـا
كـيفَ أَنـوي السُّلُوَ عنكِ وقلبي
لـم يـكن يـستطيعُ عنكِ المتابا
بُــحَّ صـوتِـي مــن الـنِّـداءِ ولـكن
لـــم أجـــد مِـنـكِ لـلـنداءِ جـوابـا
كُـلَّـما أطْـرقْتُ الـحَنين بـصدري
عــادَ قـلبي إلـى الـحَنين وذابـا
فــغـدَا الـحُـزن سـاكـنا بـفـؤادي
وكـسـانِـي مـــن الـفـراقِ ثِـيـابا
ورأيـتُ الـحُبَّ الـذي زارَ صَدري
يـتـهـادَى مِـــنَ الـضَّـياعِ فـشـابا
أعـذريني فـإنَّنِي صرتُ أخشى
أنْ تَـزِيدي عـلى الـفؤادِ الـعذابا
فــأنَـا يـــا ابْــنَـةَ الـجَـمالِ عـلـيلٌ
لستُ أقوى بعدَ الرحيلِ اغترابا
فـدعـيني فـلـم يـعُدْ أيّ مـعنى
لِـرجوعي ، قـد تـاهَ قلْبي وغَابا