بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عشرون عاماً قضيتها في عملي متدرجاً من موظف صغير حتى امتطيت صهوة كرسي الإدارة كمدير عام
أخذت استعرض تلك السنين الطويلة وأنا لا زلت أستدين كلما مر بي ظرف طارئ فلا أرصدة بالبنوك ولا عقارات ولا أملاك 00
بينما اصغر واحدث موظف يعمل تحت إدارتي ممن تخلى عن امانتة يمتلك منزلاً وسيارة فخمة وذلك بقبول الرشاوى لتسهيل أمور بعض مراجعي إدارتنا والتي يراجعها فئة التجار ( أصحاب المبادىء الهدامة ) واصحاب الكروش والقروش والذين حاولوا معي منذ زمن مضى ان يجعلوني تحت إمرتهم بإرسال الهدايا باهظة الثمن والتي ألقيتها في وجه هاديها مما جعلهم يكفون عن محاولاتهم معي 00 ومنذ ذاك الزمن لم يكرروا تلك المحاولات الفاشلة
واختاروا بمهارة الخبير بعض موظفي الإدارة والذين سرعان ما اصبحوا من أصحاب الأرصدة البنكية والعمارات الشاهقة ولكنني لا أستطيع ان اثبت عليهم شيء فيقف خلفهم مسؤولين كبار ترتعد أطرافي خوفاً حينما يُذكر اسم واحداً منهم فهم من أصحاب صُناع القرار في وزارتنا الغريبة
فهاهي السنون تمر سريعاً وأنا لا أزال اقطن في بيت بالإيجار وسياراتي المتهالكة والتي أمضت معي 15 عاماً كصديقة وفية لصاحبها تشهد بذلك
وهاهم أصدقائي من أصحاب البقالات والذين افردوا لي صفحة في مقدمة دفتر المديونية لديهم بحكم وضعي الاجتماعي النزيه
لم أفق إلا على نوائب الدهر حينما مرض ابني واحتاج إلى عملية لا يجريها سوى مستشفى خارج الوطن لحساسية العملية
لم تفلح الواسطات التي طرقت بابها لإسار أبني على حساب الدولة فأنا مدير يقبع اسمي في أخر سطر في عُرف المقامات الاجتماعية الزائفة
توسلت فأرسلت البرقيات تلو الأخرى إلى المسؤولين استجدي عطفهم ولكن كانت برقياتي تذهب مع الريح لعدم وجود المساندة من البطانة الطالحة
مع علمي بأن هناك من يسافر على حساب الدولة إذا أصيب بالأنفلونزا ويصرف له إعانة تكفي لعلاج أبناء بلدتي قاطبة
وهناك موظفين خونة يعملون لدي سبق وان سافروا للاستجمام بدعوة مشبوهة من قبل بعض التجار من مصاصي الدماء
ولكن لماذا أنا هل لأنني نزيه ويدي لم تمتد إلى حرام
هل لأنني فضلت ان أكل لقمتي بالحلال
لماذا كُتب علينا نحن النز هاء من أبناء الوطن ان نأكل فضلات المرتزقة واللصوص ممن لا يفرقوا بين الحلال والحرام
ابني المريض والذي عجزت عن إجراء عملية خطيرة له وأنا مدير عام لهيئة حكومية مهمة جداً هل الخلل في أمانتي أم في سذاجتي أم هي أمانتي
إنني أستطيع بتوقيع واحد فقط ان اكفل لأبني لصاً يقوم بتسفيره فوراً إلى أرقى مستشفيات أوربا ولكن احتاج إلى بيع مبادئي هل سأفعل هل اجعل الوسيلة تبرر الغاية أفكار تتضارب في رأسي ولم انم من ليلتها
ولكن قد أنساني الشيطان الباب الذي لا يُقفل في وجه أحد
باب الملك 00 باب الكريم 00 باب الرحيم 00 باب الزراق
سأطرق بابه في سجودي وركوعي وقيامي وقعودي
استغفر الله العظيم إني كنت من الظالمين
كدت أنسى ان لنا الله ملك الملوك والرازق الوهاب المشفى من الأمراض
مفرج الهم والكرب مقضي الدين الرزاق الكريم لن يرد سائلاً سأله
سألجأ إلية فلا ملجأ منة إلا إلية
ولن أتخلى عن مبادئ المستمدة من ديني الشريف مهما حدث
وان مع العسر يسر ان مع العسر يسرا
من مذكرات موظف شريف
عنترنيت