|
ذِلَّةُ الحالِ واقعٌ ملموسُ |
عِبَرٌ تُسْتفادُ منها الدروسُ |
أسْبَلَ الحُزْنَ منْ أساهُ يراعِي |
في ندى الحِبْرِ حَرُّهُ مَحسوسُ |
كلَّما رُمْتُ صَدَّهُ بالقوافي |
خانني الحَرْفُ.. خاصَمتْني الطرُوسُ |
كيفَ يشْدو بفَرْحَةٍ كرَوانٌ |
بينَ أقفاصِ عِلَّةٍ محْبوسُ؟ |
نحنُ قومٌ بالنائباتِ عُرِفْنا |
في الترَدِّي تاريخُنا مدْروسُ |
حظُّنا منْ وجودِنا ثوبُ خِزْيٍ |
ورغيفٌ في علْقمٍ مغْموسُ |
ألنا في القتالِ مجْدٌ تليدٌ؟ |
"داحسٌ" بعْضُ مجْدِنا و"البَسوسُ"! |
إخْوةٌ دبَّتِ العداوةُ فيهمْ |
بأسُهمْ بينهمْ شديدٌ ضَروسُ |
غَزواتٌ تخَبَّطَ العقْلُ فيها |
منْ زمانٍ كأنَّهُ ممْسوسُ |
فإذا عَنَّ في دُجانا غريبٌ |
في إهابِ العَداءِ جاءَ يَجوسُ |
خرَّ في الصمتِ عَزْمُنا المُتداعي |
ضَجَّ في الليلِ خوْفنا المهْموسُ |
وأوَيْنا إلى مكانٍ قصِيٍّ |
ضَمَّنا فيهِ مَخْدَعٌ وعَروسُ |
كالنعاماتِ أوْضَعَ الرعْبُ فيها |
فاخْتفتْ في الرمالِ منها الرؤوسُ |
أمَّةٌ تحْسبُ الوهادَ جبالاً |
في المهاناتِ أنْفُها مدْسوسُ |
قائدٌ يُغْمِدُ السلاحَ انْقِيادًا |
ورئيسٌ في حُكْمِهِ مرْؤوسُ |
وشعوبٌ تثاءَبَ العزْمُ فيها |
هَدَّها العيشُ.. أثْقلَتْها المُكوسُ |
دَجَّنَ القهْرُ وعْيَها ليسَ تدْري |
أبَشوشٌ مصيرُها أم عَبوسُ؟ |
وهَلِ الحُكْمُ بينهمْ مَحْضُ شورى |
وهَلِ الشعبُ سائسٌ أم مَسُوسُ؟ |
كمْ زعيمٍ تقلَّدَ الأمْرَ فرْدًا |
قمَرٌ حولهُ تدورُ الشموسُ |
حدَّثَ النفْسَ قائلاً: أتُراني |
أحْكمُ الشعْبَ أمْ عليهِ أدوسُ؟ |
مَرْجِعُ الأمْرِ لي وإنِّي لمُبْدٍ |
منْ قِوَى الحزْمِ ما تهابُ النفوسُ |
يُرْسِلُ الخُطْوةَ اخْتيالاً كما قدْ |
تاهَ عُجْبًا بريشِهِ الطاووسُ |
سِمةُ اليعرُبيِّ همٌّ قديمٌ |
سَمْتُهُ فيهِ بائسٌ منْحوسُ |
واقعٌ لا يُعيذنا - لو عَلِمْنا- |
منهُ إلا المُهَيْمِنُ القُدُّوسُ |