الدِّماءُ الشَّقائقُ!
أزِنْدُكَ ما وَرى ورَعدُكَ بارِقُ
فأورى على أُمِّ الكلابِ الصَّواعقُ
***
كأَنَّكَ صِنديدٌ يُجندِلُ جحفلاً
فأوردَ في حتفِ المنونِ العمالقُ
***
وجيشٌ إلى جحرٍ يؤمُّ مقيلُهُ
وثَغرٌ على الأقصى تضيقُ المضائقُ
***
تعلَّقَ في وهمِ اليهودِ خرافةٌ
فأَقربُها نجمٌ وأبعدَ طارقُ
***
فإنَّكَ خيلٌ والسُّيوفُ صواهلٌ
وأطلقَ في حَدوِ الصَّهيل المجانقُ
***
دماؤكَ نورٌ تستظلُّ شموسَهُ
بدورُ جهادِ تستطيرُ البيارقُ
***
رأيتُكَ لا ترضى حياةً بذلَّةٍ
ولوْ أنَّ كنزَ الأرضِ فيها يساوقُ
***
تعدَدَتِ الأيامَ فينا مصائبٌ
نعيبُ غُرابِ في الدِّيارِ وناهقُ
***
أأنزلنا البغاةُ دارَ مذلةٍ
وسارعَ فينا غادرٌ ومنافقُ
***
تَفلَّتتِ الأبطالُ نيرَ عبادةٍ
فأزلفَ في زحفٍ يقودُ السّابقُ
***
ألا رُبَّ مجدٍ أنْ يصوغَ قلائداً
فطوَّقَّتِ الأقصى العيونُ الحقائقُ
***
يُسابقُ إبراهيمَ فيهِ ريادةٌ
عُدَيٌّ وغسّانُ الدِّماءُ الشقائقُ
***
عواصمُ تهدي بالنَّجيعِ نُفوسَها
فَيُسرِجُ قنديلَ المساءِ المشارقُ
***
نَجلْتُمْ حصاداً في زُروعِ مَهانةٍ
بسيفٍ تَعالى النَّجمَ فيهِ الشَّواهقُ
***
فكمْ قرَّ في عينِ البُكاءِ حُبورُها
وأوقدَتِ المكرَ الكَؤودَ المحارقُ
***
ألا سلمتْ أمٌّ تُقدِّمُ شِبلَها
كأنّ صلاحَ الدِّينِ فيهِ يسابقٌ
***
فكمْ أنجدَ البطحاءَ طيبُ أَرومةٍ
وكم ألهبَ الهيجاءَ فينا المُعانقُ
***
سلالمُ للعلى تغذُّ لجنَّةٍ
منازلُها نورٌ ونَشرٌ يُعالِقُ
***
إذا الليثُ ما استسقى صفاءَ وُرودِهِ
لبدَّدَتِ الأوهامَ فينا البوارقُ
.................................................. ..................................................
ورى: قدح نارا...نعيب: صوت الغراب
نير: طوق العبودية...النجيع: الدم
طارق: الضارب..أو نجم أقسم الله به... َنجَلَتُم: قطفتم..حصدتم
قرَّ: أبردَ ..حبور: سرور...الثُّعال: الثعالب... الكَؤودَ: الصعب والشّاق
يُجندِلُ: يصرع.. جحفلاً: جيشاً.. العمالقُ: عملاق : ما يفوق بني جنسِه في الطُّول أو الضَّخامة أو في حقلٍ من العلم والأدب وغيرهما
العماليق : قوم سكنوا فلسطين قديمًا
مقيلُهُ: مكان نومه.. حَدوِ: غناء سائق الإبل لحثها على المسير!
المجانق: جمع منجنيق...الشواهق: جمع شاهق..أي مرتفع... البطحاءَ: الأرض المنبسطة
الهيجاءَ: الحرب.. تغذُّ: نسير بسرعة.