لا أصدق
أراني جبلًا يتصدَّعُ بين يدَيْ حنانِكِ ويذوبُ .. ولا أرثيني .. فثمةَ مسيلٍ فاقَ الجبالَ صلابةً وتأثيرا ..
لم أعدْ بعد اليومِ أخشى ما يترتَّبُ على صحَّةِ مشاعري من تَبِعاتِ الحزنِ ، فما أبهجَ ذا الشجنِ عندما يلامسُ شغافَ قلبِكِ الكبيرِ، فيخرج كما ولدتهُ شفاهُ طفولةٍ لم يعكِّرْ صفوَ براءتِها عابثٌ ، وما أرقَّ سياطَ الغربةِ وهي تجلدُني حنينًا وشوقًا، لأنَّها استدعَتْ صوتَ رحمتِك ، وما أعذبَ الألمَ حينما يجتذبُ جميعَ همسِ رفقِك، ويحوِّلُكِ إلى تربيتةٍ ملائكيَّةٍ رائقةٍ على ظهرِ مواجعي...
يمكنُني أن أسطِّرَ حكاياتِ وجْدي فيكِ حتى فجرِ قرنٍ قادمٍ، لكنني وحروفي أعجزُ من أن نجسِّدَ روحَ شمسِكِ في غياهبِ ظلماتِ اغترابي ، حتى ولو بقينا ننسجُ القصائدَ عمرًا بعد عمر ...
ليلُكِ علَّمني أبجديةَ الضِّياءِ وانسيابيَّةَ الثَّباتِ بين قبضَتَيْ ظلامٍ مزمنٍ مديدٍ ، فهنا كفاَّنِ من نورٍ يرتعدان شوقًا للحظةِ لقاءٍ، وهناك خلفَ الأفقِ نظرتانِ لا يحدُّ لهفَتَهُما اغتراب ...
فأيُّ المسافاتِ تلك التي تجرؤُ على نزعِ فتيلِ اللهفةِ من قلبٍ أثَّثْتِ في جنباتِه قصورًا من أحلامِ وصلك؟؟!! هيهاتَ ... هيهاتَ .. بل ألفَ هيهات ...
أيستكينُ نبضُ هوايَ الرَّاكضُ نحو حصونِكِ بلا هوادةٍ ؟؟؟ أم يقتنعُ دمٌ فارَ كالتنّورِ جريانًا بسحرِ صمتِكِ الدافئِ، بمجرَّدِ ذكرى تعفو رسمَها الأيَّامُ، أيقتنعُ .. وخصلةٌ من عهدي بكِ لم تضفِّرْها أناملُ رضاكِ بعد ؟؟؟
أشكُّ حبيبتي .. بل كأنَّني ..... لا وربِّي ..... لا أريدُ أن أصدِّق !!!!!!!!!!