|
الشَّكُّ يَنْحَتُ نَبْضَهُ وأدِيمَهْ |
مُذْ كَانَ إكْسِيرُ اليَقينِ مَشِيمَةْ |
يا أمَّ يَعْرُبَ تِلْكَ أوُّلُ آيَةٍ |
ألْقِيهِ في يَمٍّ لِيُصْبِحَ قِيْمَةْ |
مَازَالَ حَلْقُ الغَيْبِ بِكْرًا كُلَّما |
جَفَّتْ دُمَى الأحْلامِ أنْجَبَ دِيِمَةْ |
ولربُّما يُدْعَى لِمْحْرَابِ المُنَى |
مَنْ خَاضَ نَافِلَةً بلا تَسْلِيمَةْ |
هذا الفَتَى المُخْتَارُ آخِرُ صَيْحَةٍ |
للنَّائمينَ على شفا التَّرْنِيَمةْ |
في صَدْرِهِ رِيحٌ وفي فَمِهِ رَحى |
وعَصاهُ تَطْهو للمَصيرِ ولِيمَةْ |
عَيْنَانِ في رِئةِ الطَّريقِ عَليهما |
أنْفَاسُ نَاصِيَةِ القِطارِ قَدِيَمَةْ |
ما اجْتَزْتُ إلا ضَوءَ نَاشِئَةِ الأسى |
لِتَكونَ عَاقِبَةُ الظَّلامِ وخَيمَةْ! |
فَكَأنَّ بَوْصَلَةً تَشُدُّ إزَارَها |
والأرْضُ عَارِيَةُ الجِهَاتِ أثِيمَةْ |
قُدَّتْ دَواةُ المِلْحِ في جَرْحِ الرُّؤى |
فَتَخِذْتُ مِنْ وَجَعِ السَّماءِ تَمِيَمَةْ |
شَيَّدْتُ مِئْذَنَةَ الجِيَاعِ -قَصائدي- |
والصَّمْتُ يمْضَغُ في العيونِ هَشِيَمَهْ |
أوْقَفْتُ للغُرَبَاءِ أنْفَاسي التي |
صَبَّتْ على جَسَدِ الخَواءِ رَمِيمَهْ |
يا سِدْرَةَ المِيعادِ أيْنَ لِقَاؤنا؟ |
في الطُّورِ,فاخْلَعْ...هَلْ أكُونُ كَلِيْمَهْ؟! |
ما تِلْكَ؟-واهْتَزَّتْ-يَمِينُ قَرِيحَتي |
شَتَّانَ بينَ عَمِيقَةٍ وعَقيمَةْ! |
قِيثارةٌ حُبْلى ومَهْدٌ واجِمٌ |
وَمَقَابِرٌ جَذْلَى وَصَوتُ يَتِيمَةْ |
آمَنْتُ بالرُّجْعَى إلى الوَطَنِ الأنا |
فَكأنَّني نَجْمٌ يَمُصُّ سَدِيَمَهْ |
لا تُقْيَةً بَدَمِ الحُسَينِ لمِنْبَرٍ |
أوْهَتْهُ أُخْيِلَةُ الصَّلاةِ لَطِيمَةْ! |
ثوري جِرَاحَ التِّينِ إنَّ حَمَامَةً |
قُتِلَتْ وتأبينُ الحَمَامِ جَرِيمَةْ! |
شَاخَتْ يَدُ الجَلَّادِ فَوقَ رِقَابِنَا |
وكفوفُنا الحَرَّى تَصيحُ كَظِيمَةْ |
أمْ جَاءَكَ النَّبَأُ العَظيمُ عَنِ التي, |
كَانَتْ على رغمِ الحِصارِ عَظِيمَةْ! |
شُهَدَاءُ مِنْ أجْلِ الحَياةِ سَنَرْتَقِي |
نَحْوَ السَّماءِ بعِزَّةٍ وعَزِيَمَةْ |
وبَقِيَّةٌ مِما نَقَشْتُ على النَّدى |
لَحْنًا خَرِيفيًّا يُذِيبُ صَمِيَمَهْ |
مابينَ ليلِ الشَّامِ والفَجْرِ الذي |
يَجْتَاحُ قَافيتي دُعَاءُ سَقِيمَةْ |
أنَا ما اقْتَرَفْتُ الشِعْرَ إلا مُنْذِرًا |
ومُبَشِّرًا بالنَّصْرِ كُلَّ كَرِيمَةْ |
للرَّكْعَةِ الكُبْرَى أذَانٌ واحِدٌ |
لَبَّيَكَ ياوَطَنًا عَشِقْتُ جَحِيمَهْ |
سَنَعودُ مِنْ حيثُ النِّداءُ يَشُدُّنا |
عَرَبًا فَخارِطَةُ الطَّريقِ زَنيمَةْ |
لَنْ يَرْدِمَ الزَّيْتونُ فَوهَةَ مِدْفعٍ |
فالسِّلْمُ في زَمَنِ الحُروبِ هَزِيمَةْ! |