إني لأُمّي شاكرٌ
ــــــــــ
عَانتْ لِكَيْ أبراءْ ـــــــ أُمّي مِن السَقمِ
تَبْكِي عَلى مَرَضِي ـــــــ مِن شِدّة الألمِ
تَشْقَى لكَيْ أرْتَاح ـــــــ لا تَعْرِفُ السَأمِ
تَجُوْعُ كَيْ أشْبَعْ ــــــ دَوْماً مِن النّعَمِ
فِي الليْلِ لا تَغْفُو ــــــــ قَبْلِي ولا تَنمِ
حَتَى تُغطّيني ـــــــ خَوْفاً مِن النّسمِ
غَمَرتْني بالإحسان ـــــــ والجُود والكَرمِ
من فَرْوةِ الرَأْسِ ـــــــــ لأخمس القَدمِ
أدْرَكْتُ إنّي كَائنٌ ـــــــ لم آتِ من عَدَمِ
لأمّي فَضْلٌ كَامِلٌ ــــــ حَمَلتْنِي في الرَحَمِ
إنّي لأمّي شَاكِر ــــــــ رَبّي على النعمِ
أخْفِضْ لها جَنَاح ـــــــ الذلّ كالخَدَمِ
حُبّي لأمّي مَاكِنٌ ـــــــ في القَلبِ كالوشْمِ
كَأنّهُ نَفَس الحَياة ــــــ في الرّوح والجِسْمِ
أصْبَحْتُ فَتَىً قَادِرَاً ــــــ روحي فدا قَومي
بالخير أملأ الوجود ـــــــ يدي على قلمِي
للجَهْلِ أقْفِلُ الدُرُوب ــــــ وأقْذِفُ الحِممِ
في الأُمّ عَجَزَ دُعَاة ــــــ الوصْفِ والكَلمِ
لهَا كَثِيْرُ الاحترام ـــــ في الصّغْرِ في الهِرَمِ
إنّ الأمومة كالكِفَاح ــــ عُرِفَت مِن القِدَمِ
لَيْسَتْ رِضَاعَة وكَفَى ـــــ الأُم كالحَرَمِ
الأمّ دَوْمَاً مَدْرَسَه ـــــ تُعَلّم الشّيمِ
ألأمّ تَبْقَى شُعْلةً ــــ مَنَارة القِيمِ
هَي أسَاسٌ للنِظَام ــــــ في قَوْلِهَا حِكَمِ
حَيَاتُهَا دَوْمَاً نِضَال ـــــــ تَقَدّم الأمَمِ
ـــــــــــــ
محمد عزوز