|
لوحةٌ شَكْلُ وَجْهِها مُسْتطيلُ |
|
|
جائزٌ في الوجوهِ أوْ مُسْتحيلُ |
منْ ترابٍ تجَسَّدَتْ في شُكولٍ |
|
|
لمْ يُبَدِّدْ وُضوحَها التشْكيلُ |
قدْ رأتْها بِمَرْسَمِ الدهْرِ عيْني |
|
|
زَخَمًا ما لهُ بشيءٍ مَثيلُ |
أفُقٌ يَسْتجِمُّ فيهِ سَحابٌ |
|
|
وأديمٌ تَكِرُّ فيهِ الفصولُ |
وأناسٌ تَفَرَّقوا زُمَرًا في |
|
|
كلِّ فَجٍّ يَلوحُ منهمْ قَبيلُ |
في يمينِ المَجالِ قومٌ تحَلَّوْا |
|
|
في السَّجايا بحُلَّةٍ لا تزولُ |
بالعطايا تصايَحُوا كجِيَادٍ |
|
|
في تخومِ الندى لهُنَّ صَهيلُ |
رَجُلٌ أبْلَقُ الجبينِ جَليلٌ |
|
|
مُورِقٌ فوقَ هامِهِ التبْجيلُ |
في التفاني أفْنى منَ العُمْرِ رَدْحًا |
|
|
شَعَرٌ أبْيَضٌ وجَفْنٌ كَليلُ |
واضِعٌ كَفَّهُ بكَفِّ يَتيمٍ |
|
|
رأسُهُ فوق عاتقيْهِ يَميلُ |
ورفاقٌ في المكْرماتِ تنادَوْا: |
|
|
أيُّها الناسُ كلُّكمْ مسؤولُ |
أسُؤالٌ سبيلُهُ تعْمِيَاتٌ |
|
|
كسؤالٍ سبيلُهُ التعليلُ؟ |
ما حياةٌ تُطْوَى بغيْر عطاءٍ؟ |
|
|
مُهْجةُ النهرِ خيْرُها مبذولُ |
ثمَّ نَقَّلْتُ مُقْلتيَّ شِمالاً |
|
|
فبدا لي خرائبٌ وطُلولُ |
وجموعٌ منَ المُقِلِّينَ كُثْرٌ |
|
|
أكْثَرُ الجَهْدِ منْ قِواهمْ قليلُ |
كبغالٍ لها - إذا جاءَ حادٍ - |
|
|
منْ جحودٍ حوافرٌ وذيولٌ |
قوَّةُ الرَّأيِ في العنادِ لدَيْهِمْ |
|
|
ليْسَ فيهِمْ إلا الغَضوبُ الجَهولُ |
سَفَّهُوا حُجَّةَ المُجادِلِ حتى |
|
|
ليسَ يُجْدي عندَ الحِجَاجِ دليلُ |
لمْ يُقيموا لِقيمةِ الوقتِ شأنًا |
|
|
جوْهرُ العيْشِ في رُؤاهمْ خُمولُ |
دَبَّروا أمْرَهُمْ بحِسِّ جمادٍ |
|
|
ورؤوسٍ قدْ فارقتْها العقولُ |
موقفٌ لمْ يُبارحوا فيهِ أرْضًا |
|
|
تحتَ أقْدامِهِمْ دَهَتْها السيولُ |
أسْفَلَ الصورةِ انْزياحٌ لقومٍ |
|
|
خطْوُهُمْ منْ مهانةٍ مَغلولُ |
ساحةٌ أوْكَلَ الزمانُ إليْها |
|
|
عبَثًا ماضيًا إليهِ يؤولُ |
فكأنَّ التاريخَ صُفِّدَ فيها |
|
|
فهْوَ في القيدِ عاجزٌ مشلولُ |
سادةٌ عَرْبَدوا بها وعبيدٌ |
|
|
دأبُهُمْ منْ أذى العناءِ العَويلُ |
حُمُرٌ لا تحاولُ السيْرَ إلا |
|
|
أثْقلتْها براذعٌ وحُمُولُ |
ألْهَبَتْ منهُمُ الظهورَ سِيَاطٌ |
|
|
في يدِ الدهْرِ بعْضُها محمولُ |
أوْجُهٌ خيَّمَ الشقاءُ عليها |
|
|
مُقَلٌ بينَها أناخَ الذهولُ |
فُتِحَتْ فُسْحَةُ الغباءِ فقاموا |
|
|
يتهادَوْنَ والطريقُ طويلُ |
'زادُهُمْ' منهُ مُسْتمِرٌّ مَريرٌ |
|
|
ولديْهِمْ بهِ تراثٌ 'أثِيلُ' |
لوْحةٌ حينَ صافحَتْها شجوني |
|
|
أدْبَرَتْ والفؤادُ منها عَليلُ |