السلام عليكم ورحمة الله
( نورُ الهدَى المختارُ)
يَا شِعْرُ أيْنَكَ أَيْنَ مِنْكَ بِحـارُ ؟! ** والْحَـرْفُ يَعْجزُ وَالبَيَانُ يَحَارُ
منْ ذَا يَصُوغُ مِنَ الضّياءِ قََصِيدَةً ** عنْوَانهَا نُورُ الهُـدَى المُخْتَـارُ؟!
يَا سيّـدِي عُذْرًا إذَا مَا قَصّـرتْ ** فِي حَـقّ وَصْفِـكَ هَذِهِ الأشْعَارُ
هُوَ أبْلَـجٌ طَلْـقُ المُحَيّا مُشْرِقٌ ** قـدْ شُبِّهَـتْ بِضِيَائِهِ الأنْـوَارُ
قـَدْ فَـاقَ حُسْنَ الْبَدْرِ حِينَ تَمَامِهِ ** تَهْفُـو لِرُؤْيَةِ نُورِهِ الأبْصَـارُ
يَمْشِـي بِعَـزْمٍ مُسْرِعًا وكأنّمَا ** يَنْحَـط مِنْ صَبَبٍ عَلَيْهِ وَقَـارُ
يَمْشِي يُظَلِّلُـهُ الغَمَامُ كأنّمَا ** ظِلّ الغَمَـامِ عَلَى الحَبِيبِ سِتَـارُ
وَأَتَتْ بعرْفِ المِسْكِ مِنْهُ نَسَائِمٌ ** وَتَأرّجَتْ مِنْ عِطْرِهِ الأزْهَـارُ
وَتَبَسّـمَ الرّوْضُ النّدِيُّ وَغَرّدَتْ ** أَطْيَـارُهُ وَتَفَتّـحَ النّـوّارُ
ضَحكَ الزّمانُ وأشْرَقَتْ شَمْسُ الهُدَى* يَا خَيْرَ مَنْ جَادَتْ بِهِ الأقْدَارُ
يَا أيّهَا البَـدْرُ الذِي أهدَى الضّيا ءَ وَأَشْرَقَتْ مِن نُورِهِ الأَقْمَـارُ
بِكَ قدْ أتَمّ اللهُ صـرْحَ رِسَالَةٍ ** لَبِنَاتـُهُ رُسْـلُ الهدَى الأطْهَارُ
والصّحْبُ منْ حَوْلِ الحبيبِ كأنّهمْ ** دُرَرُ النّجُومِ مِنَ الضّياءِ تُنَارُ
مَا ضَلّ مَنْ سَلَكَ الطّرِيقَ وَرَاءَهُمْ ** إنْ جَاءَ لَيل ٌ فالنّجُومُ مَنَـارُ
هُوَ صَاحِبُ الخُلُقِ العظيمِ بِذَاكَ قَدْ ** شَهِدَ الإلَهُ الوَاحِـدُ الْقَهّـارُ
بَـرٌّ رَحيـمٌ رَائِـفٌ مُتَسَـامِحٌ ** مُتَوَاضـعٌ وَمُثَابِـرٌ صَبّـارُ
يا منْ بِكَ اسْتَسْقََى الظمَاءُ وإذْ بِهَا** هطْلاً عليهمْ تنْزِلُ الأمْطَـارُ
يَا قائِمًا لَيْلَ العِبَادة شَاكِرًا ** طَابَتْ بِهِ فِي لَيْلِهَـا الأَسْحَـارُ
يَا نَاصِرَ الضُّعَفَاءِِ إنْ عَزّ النّصيرُ وَعَزّ في هَوْلِِ الخُطوبِِ جِـوَارُ
وإذا نَطَقْـتَ فَأنْتَ بَحْرُ بَلاغَةٍ*** جُمِعَتْ لَهُ الكَلِماتُ والأسْرَارُ
والْقَـوْل فصْلٌ صَائِبٌ وَمُبَيِّنٌ ** والصّمْتُ منْكَ سَكِينَةٌ وَوَقَارُ
وَإذَا حَكَمْتَ فَحُكْمُكَ العَدْلُ الذِي** يَرْضَى بِهِ الأبْرَارُُ والفُجّارُ
وإذا أمَرْتَ أطَاعَكَ الصّحْبُ الكِرَامُ وإنْ رَمَيْتَ أصابَتْ الأحْجَارُ
أنْعِمْ بِقَوْمٍ رُكْنُهُمْ خَيْرُ الوَرَى ** وَسِـلاَحُهُمْ هُوَ سَيْفُهُ البَتّـارُ
لاذُوا وقدْ حَمِيَ الوَطِيسُ بِأَحْمَدٍ ** وَهُوَ الشّجاعُ الفارِسُ المِغْوَارُ
فَرَأَوْهُ أشْجَعَ واقِفٍ يومَ الجِهَــادِ وحِصْنَهُمْ إذْ زَاغَتِ الأبْصَـارُ
فَرَفَعْتَ سَيْفَكَ ذَائِدًا وَمُدَافِعًا ** مَا كَانَ فِي سَيْفِ الهُدَى إجْبـَارُ
وَهَدَمْتَ بُنْيَانَ الطّغاة فلَمْ يَعُدْ ** لِبِنَاءِِ قَيْصَـرَ فِي الزّمَانِ جِـدَارُ
وَهَدَمْتَ أرْكَانَ المَجُوسِ وَأُطْفِئَتْ ** إذْ جِئْتَ فِي دارِ المَجُوسِ النّارُ
يا منْ تعطّرَتِ الحُرُوفُ بِذِكْرِهِ ** وَتَزَيّنَتْ فِـي وَصْفِهِ الأشْعَـارُ
صَلّى عَلَيْكَ اللهُ يَا خيْرَ الورَى ** مَا جَاءَ لَيْلٌ أوْ أَطَـلّ نَهَـارُ
1- 4 -2014