|
صَبْرًا دِمَشْقُ فَإِنَّ الصَّبْرَ مِفتاحُ |
|
|
نَفسٌ بِنَفسٍ وَلَيسُ الَّنفسُ تَرتاحُ |
إنَّا تَعَوَّدنا عَلى الكَأسِ الَّتي شَرِبَت |
|
|
مِنها النُّفوسُ إِلى أن ملَّنا الرَّاحُ |
سَحًّتْ عَلَيْكِ مِنَ الدَّمْعاتِ سابِحَةٌ |
|
|
كَدَمْعِ عَيْني وَلي في الدَّمْعِ إِيضاحُ |
أُخابِرُ الرِّيحَ عَلَّ الرِّيحَ تَسْمَعُني |
|
|
أُجاذِبُ النَّجْمَ عَلَّ النَّجْمَ يَنْداحُ |
لا تَسْأَليني فَبَعْدَ اليَوْمِ لا مَرَحٌ |
|
|
يُرْجى وَلا بُلْبُلُ الأَعْيادِ صَدَّاحُ |
وَلا الأَهِلّةُ إِنَّ ناجَيْتَ لامَسَها |
|
|
طَيْفُ البَعيدينَ حَيْثُ البُعْدُ ذَبَّاحُ |
تَبْكي الحَمائِمُ إِذْ غنَّتْ عَلى وَتَرٍ |
|
|
وَيَشْتَكي مِنْ عُبابِ البَحْرِ ملاَّحُ |
لَوْلا قُلوبٌ رَعاها اللهُ فَاحْتَمَلََتْ |
|
|
لَزَقْزَقَ الدَّهْرُ وَاسْتَهْوَتْهُ أَقْداحُ |
قَلْبي عَلى الشَّامِ إِذْ تَبْكي كَنائِسُها |
|
|
وَفي المَآذِنِ صَوْتُ الأَهْلِ إِذْ ناحوا |
عَرِّجْ عَلى الحَيِّ ما في الحَيِّ آهِلُهُ |
|
|
عَرِّجْ عَلى الدَّارِ ما في الدَّارِ أَرْواحُ |
عَرِّجْ عَلى البَيْتِ ما في البَيْتِ ساكِنُهُ |
|
|
كأَنَّما البَيْتُ أحْجارٌ وَأَلْواحُ |
وَانْظُرْ تَجِدْ حَوْلَكَ الأعْمارَ مُجْفَلَةً |
|
|
كَأَنَّما الدَّهْرُ لَيْسَت فيهِ أفْراحً |
كَمْ مِنْ شِراعٍ أَتاهُ المَوْجُ مُنْفَلِتًا |
|
|
فَما تَرَفَّقَ دَمْعُ المَوْجِ إِذْ راحوا |
وَأُفْرِغَتْ حُجُراتٌ كُنْتَ تَأْلَفُها |
|
|
حَتَّى تَمَنَّيْتَ أَنْ تَلْقاكَ أَشْباحُ |
لِلأَرْضِ مِنْهُم نَصيبْ حَيْثُما ارْتَحَلوا |
|
|
وَلِلْبِحارِ نَصيبٌ كُلَّما ساحوا |
آهٍ عَلى الشَّامِ كَمْ جاعَت وَكَم عَطِشَت |
|
|
وَكَم جَفاها بِطولِ اللَّيْلِ مِصْباحُ |
ذِئْبُ الأَعاجِمِ في أَفْيائِها طَرِبٌ |
|
|
وَابْنُ البِلادِ طَريدُ لَيْسُ يَرْتاحُ |
لا الطِّفْلُ يَسرَحُ فيها ضاحِكًا جَذِلًا |
|
|
بِما عَلَيها وَلا أَطْيانُها ساحُ |
لَوْلا الخِيانَةُ ما أوْطانُنا نُهِبَت |
|
|
وَلا تَمَلَّكَ هذا الشَّعْبَ سَفَّاحُ |
وَلا تَهاوَنَ فيها الأَهْلُ إِذْ قَبِلوا |
|
|
مِنْها السَّفيهُ وَفيها الكَلْبُ نَبَّاحُ |
يَلْهو وَيَعْبَثُ فيها لا يُفارِقُها |
|
|
كَأَنَّها مُلْكُهُ وَالنَّاسُ أَرْباحُ |
نامَتْ نَواطيرُها إِذْ قال ساكِنُها |
|
|
وَيْحي عَلى الشَّامِ هَلْ لِلشَّامِ جَرَّاحُ |
كَمْ أَلَّهَ النَّاسُ فِيها عَبْدَها وَرَضوا |
|
|
وَكَمْ أَحاطَ بِها ذِئْبُ وَتمْساحُ |
وَكَم تَسامَر لِصٌّ في مَداخِلِها |
|
|
وَالثَّغْرُ مُنْكفِئٌ وَالعيدُ أَتْراحُ |
لا خَيْرَ في الشَّامِ أو في أهْلِها أَبَدًا |
|
|
إِنْ كانَ يَحْكُمُها طَبْلٌ وَمَدَّاحُ |
مِنْ أيْنَ يَأْتي صَلاحُ الدِّينِ ثانِيَةً |
|
|
وَأَينَهُ السَّيْفُ هَل لِلسَّيفِ إصْلاحُ |
طالَ انْتِظارُ عَناءِ الشَّامِ وَيْحَكُمُ |
|
|
مَنْ ذا يُجيبُهُمُ يَوْمًا إِذا صاحوا |
إِنِّي عَلى جَنَباتِ اللَّيلِ مُنْتَظِرٌ |
|
|
طالَ الوُقوفُ فَهَل لِلفَجرِ إِفْصاحُ |