[/gasida]
نظرت إلي لتستثير غرامي وتعيدني قهرا إلى أوهامي ورنت إلي بنظرة سلابة وببسمة من ثغرها البسام ومضت تشير بأصبع مخضوبة وبظنها أن تستقيد زمامي فأشحت عنها ناظري موجها ظهري لها ومقاصدي قدامي قالت وقد ملئ الفؤاد تعجبا رسمت عليه علامة استفهام أو لست أنت -كما سمعت-بشاعر يهوى الجمال وشرعه بهيام؟! يبكي على أطلال كل جميلة فيفيض شعرا مثل فيض غمام؟! ويصوغ من آيي الغرام ملاحما تتلى مخلدة مدى الأيام؟! أم أن ما قالوه عنك مزاعم بنيت على التخريص والأوهام؟! فأجبتها بعبارة محزونة وصدى الكلام يزيد في آلامي أنا أيها الحسناء لست كما رووا عني ولست مولعاً بغرام أنا لست ممن تستثير غرامهم أنثى فتحشرهم لكل حرام أنا لست ممن في هواه مشتت حيناً بمصر وتارة بالشام أنا أيها الحسناء أهوى أمتي فأصوغ فيها أحرفي ونظامي إن قلت شعرا فهي كل قصائدي أو قلت نثرا فهي جل كلامي أرجو لها عزاً ومجدًا شامخاً همي الوحيد بصحوتي ومنامي عجبي أيا حسناء كيف تَصَبُّري وأنا أرى الأعداء وسط ذمامي؟! أم كيف أهنأ في الحياة منعماً خِلْوَ الفؤاد أعيش في أحلامي ؟! وأنا أرى الأوغاد في ساحاتنا يحسون من دمنا قداح مدام؟! أأظل أنظم في الغرام قصائدي والأمة الثكلى تريد نظامي؟! أأبيت أكتب في الصبابة أحرفي والقيد تصنعه يد الإجرام؟! أنا أيها الحسناء هذا منهجي مهما أثاروا من كثير كلام حتى وإن جعلوا التخلف شرعة أحيا بها والترهات وسامي حتى وإن صرخوا بصوت واحد: متخلف متعنت إجرامي ما ضرني ما دمت أحمل عزتي ومحمد في العالمين إمامي يكفي أيا حسناء حب زائف فلقد ثنيت عن الهوى أقدامي أنا إن أردت تعشقاً وتغزلاً صورت أرض الرافدين أمامي ووقفت في أطلال غزة باكياً أرضي هناك وإخوتي ومقامي فلتتركيني أستعيد كرامتي ولترحلي عني بكل سلام ولتخبري من كان مثلك عاشقاً بشريعتي ولتخبري بكلامي أني امرؤ لي في الغرام ثوابت هي أمتي وعقيدتي وحسامي