( 10 ) : يستعمل كثير منا لفظ ( اعتبر ) بمعنى ( اهتم ) ، أو : ( عد ) ، وهذا غير جائز ؛ لتناقض المعاني مع بعض ؛ لأن : ( الاعتبار ) جمود الدمعة في العين ، والصواب : ( اهتم ) ، أو ( عد ) بحسب المعنى المراد .
( 11 ) : يستعمل كثير منا لفظ : ( مثلما ) ، و : ( فيما ) ، وهذا خطأ لغوي ، الصواب أن يقال : ( مثل ما ) ، و : ( في ما ) ؛ لأن : ( ما ) اسم موصول في الموضعين ـ وإن دل على مبهم ـ ، إلا أن حقه الانفصال عن غيره من الأسماء رسما كما انفصلت اليمن الشمالية عن اليمن الجنوبية قبلا .
( 12 ) : بعضنا يرسم لفظ : ( إخوة ) بهمزة تحتها كسر ، سئلت يوما من إحدى طالباتي ، وكانت على جمال وفير من اللغة ، وتمتاز بخبث لغوي راق ـ بعد أن رسمت هذا اللفظ : ( أخوة ) بهمزة فوقها ضمة ـ ، قالت : يقول اللـه تعالى في سورة الحجرات 49 : الآية 10 : (( إنما المؤمنون ( إخوة ) فأصلحوا بين أخويكم واتقوا اللـه لعلكم ترحمون )) ، رسم اللفظ بهمزة تحتها كسرة وحضرتك رسمته بهمزة فوقها ضمة .
لا أكتمكم فقد سعدت بالسؤال ؛ لأننا كلنا لم ننتبه إلى استعمال القرآن الكريم كما ينبغي ، ولأني تعرضت لمث هذا السؤال كثيرا ، فأجبتها على القدر الذي إياه علمني ربي ، وكان جوابي الآتي نصه :
( 1 ) : أما يخص استعمال القرآن الكريم للفظ ( إخوة ) ، فمناسبة القول لا تدل على أن المؤمنين أشقاء ( من أب واحد وأم واحدة ) ؛ ولذلك تم التفريق بين الأشقاء حقيقة والأخوة المجازية بالهمز المكسور ، ويمكن لنا أن نلحظ قلوه تعالى في قريب من هذا الموضع قد جاء لفظ ( أخويكم ) وعادت الهمزة إلى موضعها الطبيعي ، وهو الرأي المرجوح .
( 2 ) : أو أن هذا من باب استعمال اللهجات في القرآن الكريم ، لكنه لم يرد ضمن المواضع التي عدها الشيخ الجليل ابن مجاهد في كتابه : ( السبعة في القراءات ) ، ولا عند الشيخ الجليل ابن الجزري في كتابه : ( النشر في القراءات العشر ) . وهذا رأي راجح .
( 3 ) : أما في ما يخص استعمال الهمزة بالضم ـ عندي ـ فهو على أصل اللفظ ( أخوة ) ، وضمت الهمزة مجانسة للواو الذي أعقبها بعد الخاء وهذا من باب التأثر والتأثير بين الأصوات .
( 13 ) : يستعمل كثير منا الفعل : ( لاحظ ) ، وهو استعمال غير صائب ، لأنه على وزن ( فاعَل ) الذي يفيد المشاركة ، وهو لحظ بنفسه لا بمشاركة أحد ، فالصواب أن يقال : ( لحظ ) .
[move=left]للحديث تتمـة ، فانتظروه [/move]