مُنذُ القِدَم
أَيقَنتُ أنَّ العِشَقَ شَيءٌ مِن عَدَم
أَيقَنتُ أنَّ الحُّبَّ شَيءٌ مِن خَيَالٍ
أَو حُلُم
فسَلُوا الأَسَاطِيِر التِي
قصَّت لَنَا قِصَصَ الأَلَم
وسَلُوا الأُمَم
كَم عَاشِق كَتَبَ القصائدَ
أو نَظَم
لِمِشَاعِرٍ بَيضَاءَ ...
يَكسُوهَا النَّغَم
حَتَّى اعتَلَت أَحلَامُهُ
فَوقَ القِمَم
وَمَضَى إِلَى العَليَاءِ
كَالجَبَلِ الأَشَم
ثُمَّ استحَالَ إِلَى الحَقَائِقِ كُلّهَا
لا شَيءَ مِن هَذَا وَذَاكَ سِوَى النَّدَم
وَتَوَسَّدتْ أَحلَامُهُ أرضَ الضَّيَاعِ
وَمَا أَلَمّ ...
مِن المحبَّةِ غيرَ ذِكرَى
تَسْكُبُ الأَحْزَانَ مِن شَفَتَيْ قَلَم
وعلى السَّطُورِ مِدَادهَا
دمعٌ ... وَدَم
تَروِي الحُروفَ الواقِفَاتِ
عَلى الطَّريقِ بِحُزنِهَا
لا تستجيبُ ...
لِفرحَةٍ
أو ضِحكَةٍ
أو نَشوَةٍ
لا فَمَّ فِيهَا أَو قَدَم
ولِسَمعِهَا ...
مِن بَينِ صَيحَاتِ النَّدَاءِ
بِهِ صَمَم
هِيَ هَكَذَا تَبدُو المَحبَّة دائِمًا
شَخصٌ أَحبّ بكُلّهِ ...
وَهَبَ الحَيَاةَ لِغيرِهِ
ولِنَفسِهِ ... دَومًا ظَلَم
وَعَلَى النَّقِيضِ حَبَيبَهُ ...
أَخَذَ الحَيَاةَ جَمِيعَهَا
لَكِنَّهُ ...
صّبَّ الجُمُودَ لِقَلبِهِ
فَغَدَا جَمَادًا كَالصَّنَم .