شَمَائلُ النور أعيا وصْفُها قَلَمِي ....فهل سيرصدُ شِعري حُبَّها بدَمِي
هذا يَراعي يَخُطُّ الحَرْفَ مُرتجفًا .......فكيف بالحِبْر وصفُ النور بالكَلِم ِ
يا حَادِيَ العِيسِ أبْشِر جاءنا خَبَرُ..........في أرض مَكْةَ لاحَتْ لُجَّةُ الكَرَم
هذا البُوصيريُّ يسمو في كواكبه ..فأصبحت بلسمًا يشفي من الألم
الشعرُ يَسْتَرقُ الآذانَ مَسْمَعُهُ...فكيف في المصطفى من يستمعْ يَنَم ِ
في كل مجلس ذِكر ٍ نحنُ نُنْشدُها ....زُلْفَى لخير الورى صَدَّاحَةَ النَغَم ِ
على البسيط أقام الشيخُ بُردَتهُ...........فصار بين بحور الشعر كالعَلَم ِ
كأنني وأريجُ الذكر مُنتشرٌ .......... فوق الأديم كمن يمشي بلا قَدَم ِ
والجاذبيةُ تَذْوي لا تَمِيدُ بنا............نحو التراب ويَرْقَى الجسمُ بالقِيَم ِ
فالنفس من خيرها تَلْقَى بُلَهْنِيَة ً...والنفس من إثمها تصبو إلى العَدَم ِ
يَحْدَوْدِبُ الظَّهرُ من بعد استقامته ِ ..........حتى يكادُ أدِيمٌ يلتقي بفَم ِ
والشَّعْرُ عند اشتعال الشَّيب يخبرنا ...... أنَّا سَنُلْفَظُ من رَحْم ٍ إلى رَحِم ِ
رَحْمُ الحياة وملهاها وزينتها ..............لباطن الأرض كم تحوي من الأمَم ِ
محَّضتَني النُّصحَ يا شيخي فما ارتدعتْ..نفسي ولمَّا تَزَلْ في المَرْتَع النَّهِم ِ
لكنَّ لي قِبْلة ً أسعى لها أبدا............فيها الشفاءُ من الأدْوَاءِ والوَخَم ِ
في سُنَّةِ المُصْطَفى والتابعين لهُ .... والتابعين لهُمْ في صُحْبَةِ النِّعِم ِ
قد يَشغَفُ القلبَ حُبًّا بعضُ أمْكِنَة ٍ.. والقلبُ في شَغَفٍ للبَيْتِ والحَرَم ِ
يدعو الخليلُ لها بالخير خَالقَنَا ..........فأصبحت مَوْئِلاً للرزق والدِّيَم ِ
وأصبحت قِبلة ً للناس يقصدها..............حَاجٌ ومعتمرٌ لِلْغُنْم ِ بالعِصَم ِ
والبئرُ في مائها المَوْرُودِ شافيةٌ..... للسائلين شِفَاءً من ذوي السَقَم ِ
ميلادُ أفضل مَولود ٍ لوالدة ٍ ..............ومن به يستيقمُ الخَلْقُ بالشِّيَم ِ
ميلادُ أفضل مَولود ٍ لوالِدهِ..............من آل هاشم فَخْرُ العُرْبِ والعَجَم ِ
أيُّ المقاماتِ تدنو من مقامِكُمُ ..........وليس يعلو لِهَام ِ الأيْك كالسَّنَم ِ
يا خيرَ آت ٍ ألى الدنيا وصُحبَتُهُ .........خيرُ الأُلَى صَوَّر الرَّحمنُ مِنْ نَسَم ِ
قد جئتَ والقَوْمُ في حَيْص ٍ بلا رَشَد ٍ....لم يستقيموا وقد مَالوا إلى الصَّنَم ِ
كانت قبائلُهُمْ شَتَّى يُخَامِرُها.... جَهْلٌ مُقيمٌ على بَاب العُقولِ عَم ِ
وجاءك الوحي من رب السماء هُدَى....دَعَوْتَهُمْ فانْبَرى الكفارُ بالتُّهَم ِ
فكان صَبرُكَ دَرْسًا كي تُعلِّمَنا..... أنَّ المصاعبَ دَرْجُ المَرْءِ لِلْعِظَم ِ
وأنَّ إيماننا إنْ صَحَّ واصطبرتْ ...هذي النفوسُ لَجَابَتْ كُلَّ مُقْتَحَم ِ
أقَمْتَ أمتنا للسَّلْم ِ دَاعية ً....أساسها العدلُ ما هَانَتْ لمُقْتَحِم ِ