الصًّرخَةُ الصَّامِتَة
قصيدة كنت نشرتها تحت مسمى ( من جرحك انتزع السيادة )
وهأنا أعيد نشرها بعد تنقيحها والتعديل عليها في المدرسة ،
بإشراف الدكتور ـ أحمد رامي حفظه الله ورعاه .
يا مَـنْ غَـدوتَ علـى شَفِيْرِ المَرحَلَةْ
مِنْ جُرْحِكَ انْتَزِعِ السِّيَادَةَ سِلْسِـــلَة
اسْلُكْ بنـي صَهيُـــونَ حَيْثُ ثَقِفْتَهُــمْ
فــي ذَرْعِهـا أبَـدَ القــرونِ المُقْبِـــلَةْ
مِنْ حَصْرِكَ اقْتَطِف السَنَابِلَ بِالرَّحَى
واخْبِزْ رَغِيْفَكَ فـي انْفِجَـارِ القَنْبُــلَةْ
وَاصْنَعْ مِنَ العَظْمِ المُشَظَّـى خِنْجَرًا
وَانْبِشْ عَـدُوَّكَ .. بَطْنَهُ المُتَرَهِّــــلَةْ
مِــنْ قَسْـرِكَ اختَلِسِ السِّيَادَةَ سُلطَـةً
سُلطَانُها ــ الرِّيـحُ العَقِيْــمِ المُرْسَـلَةْ
كَحِّـلْ عيــونَكَ بانتصــــارِكَ ــ كُلَّمَـا
سَرْبَلتَ بِالبَارودِ خَصْمَـــكَ سَرْبَــلَةْ
اطلــقْ ، فلا شَطَبَ الزِّنـــادُ بِطَلقَـةٍ
عَنْ مَقْتَــلِ المُحتَــــلِّ قابَ الأنْمُـــلَةْ
وَإذا الغُرابُ أتاكَ.. يَنْعِقُ بالسَّـــلامِ
ارفَـعْ حِـذَاءَكَ باعْتِذَارِكَ ، وَارْكُـلَهْ
˃˂ ˃˂ ˃˂
يا غَـــزَّةَ الأحــرارِ .. دُمتِ عَصِيَّـةً
يا قَلعَةَ الأبطالِ .. دُمتِ المُعْضِـــلَةْ
فَلتَحتَفـي بِالنّصــرِ .. غَــزَّةُ هاشِــمِ
وَلْيَخْتَفـي بالخُسْــرِ خَصْمُـكِ هروَلَةْ
وعلى بِسَـاطِ النَصْرِ صَلِّي واحْصُدي
الزَّيتونَ ، وَاقْتَطعي اليَـدَ المُتَسَــلِّلَةْ
مَــنْ يَمْلِك العنقــودَ ــ يوم حَصَــادِهِ
يَجنيهُ ، لا تجنــي اليَـــدُ المُتَسَــوِّلَةْ
أحــلى مِنَ النَّصْـرِ المُبِيْنِ ــ تَـــذَوُّقًا
أنْ صَارَ خَصْمُكِ بالهَـزيْمَـةِ مَهْـزَلَةْ
وأمَــرُّ مِنْ كأسٍ تَجَـــرَّعَ ــ ما أرى
ماذا أُحَــدِّثُ ، فالحَقِيْقَـــةُ مُخْجِــلَةْ!
صُبِّـي لِقَلبي السُّـمَّ ــ إنْ لَـمْ تَغْفــِري
ما كانَ مِنِّــي في الظُّروفِ المَمْحِلَةْ
عُــــذرًا إليــكِ حَبِيْبَتَــاهُ ــ وَدَدْتُ لـو
أفْـــدِيْكِ ، لَكِنَّ المَعَـــابــرَ ـ مُقْفَـــلَةْ
˃˂ ˃˂ ˃˂
يا أيُّهـا المَـــــــلِكُ المُخَنَّثُ ، كُلُّكُـمْ
ذاكَ المُـؤَنَّثُ ، لِلرُّجـــــولَةِ مَنْزِلَةْ
فُكُّوا المَعــابِرَ ، فالخَنَـاجرَ لَمْ تَجِــدْ
إلا الحبيبَ ، أوِ القَـــريبَ ــ لِتَقْتُـلَهْ
كالموجِ إذْ يَرتَــدّ يَصْــــرَعُ بعضَـهُ
لَمَّــا ثَنَــاهُ الشَّـــطُّ عَمَّـــا اخْتُـطَّ لَهْ
لا تَزْرَعــــوا البَغْضَـاءَ فيما بيننـا
لِتُجَهِّلـــــونا بالعّــــدوِّ ، فَنَجْهَـــلهْ
هل تَألمـونَ ــ لِآهِ غَـزَّةَ في الدُّجى
أم تَسْكَـرونَ على دموعِ المُثــكَلَةْ !
هل تَسْمَعـونَ القُـدسَ ، أمْ آذانكمْ
للقِشَّـةِ الحَمْقَـاءِ ــ صارت مِبْوَلَةْ !
إنَّا نُحَــــــذِّركمْ .. ( تسونامـي ) إذا
التَّنـورُ فارَ ، فلا قَرَابَـةَ ، أو صِـلَةْ
لَنْ تَرْكبـــوا مَعَنَـا ، فأحْقَــرُ قَشَّــةٍ
قَتَلَـتْ بَعِيْـرًا .. في سُـلافِ الأمثِـلَةْ
سَيُريكُـمُ التاريــــخُ ــ مـوتًا أسـودًا
سُحْقًا لَكُـمْ ــ مـوتـوا بِأقْـذَرِ مَزْبَـلَةْ
صَمْتُ البَـراكينِ ــ اتِّقَــادُ حَمِيَّــــةٍ
فَتَرَقَّبُـــوا حِمَــــمًا بِريــحٍ مُقْبِــــلَةْ
˃˂ ˃˂ ˃˂
محمد الحميري
4/1/2015 م