|
تزَوَّدْ أُخيَّ أُخيَّ تَزَوُّّد |
|
|
فإنَّ مَنِ الْجَهْلِِ أَنْ تَتَرَدَّدْ |
وَلَا تَنْظُرْنّ لِزَهْوِ الْحَيَاةِ |
|
|
لَقَدْ كَانَ غَيثرُكَ أَغْنَى وَأَجْوَدَْ |
تَجوْدُ الْحَيَاةَ عَلَى سَاكِنيِهَا |
|
|
وَتَسْخُو وَلَكِنْ سَخَاءٌ مُحَدّّدَْ |
وَلَوْ أَنَّ دَهْرًا مَنِ الْعُمَرِ يْمشي |
|
|
عَلَى قَدَميِهِ لَعَاشَ مُقَيّدَْ |
تَخَيَّلْ بِأَنِّكَ مِلءُ اللَّيَالِي |
|
|
وَفِيكَ مَنِ الشَّوْقِ مَا لَيْسَ يَنْفَدْ |
فِرَاشٌ وَثِيرٌ وَمَالٌ وَفِيرٌ |
|
|
وَصِيدٌ كَثِيرٌ وَقَصْرٌ مُشِيدْ |
وَفِيكَ مَنِ الْعُمَرِ مَا تَشْتَهِيهِ |
|
|
وَصَدْرُكَ أَرْحَبُ وَالْعَيْشُ أَمْلَدْ |
وَقَدْ عشْتَ فِيهَا كَأَنِّكَ مِنْهَا |
|
|
فَهَلْ كنَّتَ تَأْمَِنُ غَدْرًا مُؤَكِّدْ |
تَزَوّدْ وَلَا تَأْمَننَّ الْبَقاءَ |
|
|
وَلَوْ كُنتَ فِيهَا نَبِيَّا مُؤَيِّدُ |
وَلَيْسَ الْحَيَاةُ عَلَى ما بِها |
|
|
بِِأجَملَ مِنْ أَنّْ تَعَيشَ تُرِدِّدْ |
تَزوَّدْ فَنَحْنُ ضُيُوفُ عَلَيهَا |
|
|
وَمَنْ كَانَ ضَيْفَا عَلَيهَا تَزَوَّّدْ |
تَزَوَّدْ فَلَيْسَ الْوُجودُ بباقٍ |
|
|
وإن كَانَ فِيه مَنِ الْعَيْشِ مَقْصِدْ |
عَلامَ تُجرْجِرُ نَفَسَكَ فيها |
|
|
وَقدْ عَاشَ فيها نَبُّيك أحْمَدْ |
يَلُوْذُ بنهدٍ وَيسِلكُ نًجْداً |
|
|
ويذرِفُ دَمْعاً على كُلِّ مِرْبدْ |
وَقَدْ كُنْتَ فيها رَفيقَ السباع |
|
|
تُزمجِرُ حيْناً وَحيْناً تُهَدِّدْ |
تَرْوَحُ وَتَغْدوَ تَدورُ وَتَعْدو |
|
|
وَفِيكَ الْقَضَاءُ الْمُلِمُّ الْمُوِحِّدْ |
وَإنِي وَأَنْتَ لِنهْوَى الْحَيَاةَ |
|
|
وَلُكْنَنِي فِي سِواهَا مُسَهَّدْ |
وَلَيْسَ الْحَيَاةُ الَّتِي أَرْتَضِيهَا |
|
|
كَمِثْلِ الْحَيَاةِ الَّتِي أَنْتَ تَقَْصِدْ |
وَما الْعَيْشُ إنْ عِشْتُ كالببَّغاءِ |
|
|
أُجمِّلُ هذا وهذا أُمجّْدْ |
على أنَّ فيها مِن المُغرياتِ |
|
|
لَيعْجَزُ عَنْ وصْفِها المُتفرِّدْ |
فإمَّا حَيَاةٌ بِِهَا الْعُمَرُ يَحْيا |
|
|
وإمَّا مَماتٌ بِهِ الأرضُ تَسْعَدْ |