(جسمي أضناه التعب , جسمي أضناه الألم , جسمي أضناه الكش)
أغنية كنا نرددها صغاراً, إذا ما شط أحدهم بخياله , وبدأ بدس كذبات متفرقة هنا وهناك , (كتوابل هندية حارة, في صحن بوظة مثلجة) في سياق حديث أو قصة معينة , ثم نتبع هذه الأغنية بالقيام فجأة ودعم جدران البيت , أو المكان الذي نجلس فيه , إشارة إلى أن الجدران ستسقط لهول ذلك الزيف والبهتان.
كبرنا , وتفرقنا , وكل مضى في حاله , لكن هذه الأغنية ما تزال ترن في الأذن , يستحضرها العقل والخاطر .
أغنيها عندما أرى بائعاً يغلظ الأيمان , ويكثر الحلفان , ترويجاً لبضاعة كاسدة.
لعاشق كاذب, متنفع , يحاول إغواء فتاة خرقاء.
لشاب يحاول أن يبرر فشل مسيرته في الحياة.
لحاكم جبان , يشحذ نفوس شعبه بالرجولة , وهولا يعرف معناها
لشيخ يعلم الناس الدين والخلق والكمال , وهو في أمس الحاجة لهذه القيم ...
دعك من هذه الترهات وقل لي ( أسائل نفسي) : ماذا تريد من هذه الحياة الفانية أيها الشريف؟؟
أجيب نفسي: أريد أن أحيا ببساطة وصدق وجمال.
تنطلق على اللسان تلك الأنشودة: جسمي أضناه التعب , جسمي أضناه الألم , جسمي أضناه الكش......!!!!!
يردف العقل : ومن سيدعم جدران هذا المكان, لهول ذاك الزيف؟؟؟