قيد وجرح
--------------
د. مختار محرم
--------------
عَـلَى قَـيدِ جُـرحِ الـيَومِ وَالأَمسِ وَالغَدِ
وَغُــربَــةِ رُوح أَنـتَـهِـي حَــيـث تَـبـتَـدِي
وَتَــارِيـخِ مِـيـلَادِي الــذِي تَـحـتَفِي بِــهِ
مَـواجـِيدُ شِـعـرٍ يَـقـتَفِي حَـرفَـه غَــدِي
عَـلَـى طَـلَـلٍ أَبـكِـيهِ وَالـدّمـعُ هَـاجِسٌ
يُوافِي سُطُورَ الحُزنِ فِي ليل مَوعِدِي
عَـلَى نَـبضِ سِيمْفُونِيَّةِ الخُلدِ.. جِئتُهَا
أَدُقُّ عَـــلَــى أَوتَـــــارِ قَــلــبٍ كَـجـلـمـدِ
وَأُعــلِـنُ فِـــي آفَـــاقِ دُنـيَـايَ هَــا آنــا
أُدَارِي احـتِضَارِي فِـي مَتَاهَاتِ مَولِدِي
أُنَـادِيـكِ يَــا صَـنـعَاء والـشَـوقُ دَاخِـلِي
نـزيـفُ جِــراحٍ مِـلـحُهَا صَـمـتُكِ الــرَّدِي
نَــبِــيُّ الــهَـوَى قَـلـبِـي وَلـكِـنَّـنِي بِـــهِ
كَــفَـرتُ وَلَــيـلُ الــشـكِّ يَـغـزُو تَـأَكُّـدِي
أَرَى فِــيــكِ أَلــحَــانَ الــحَـيَـاةِ تَـنَـاثَـرتْ
وَأُنــــشُـــودَةُ الآلَامِ تَـــخــتَــالُ (رَدِّدِي)
وَفِـيكِ اسـتَقَالَ الـنُّورُ وَانـصَاعَ لِـلدُجَى
وَأَزهَـقَ صَـوتَ الأَمـنِ إِرهَـابُ مُـعتَدِ؟!!
وَقَــاطِــرَةُ الأَيَــــامِ بِــالـمَـوتِ هَــروَلَــتْ
تُـسَـابِقُ خَـوفًـا صَــارَ بَـيـتِي وَمَـعبَدِي
بِـعَينيَّ أشــــواقٌ وفي القـــلب ناسكٌ
يُصَلِّي على دِينِ الـمَـسِـيـحِ وَأحــمــدِ
يُـــرَتـــل آَيَــاتِ اشتِيَاقِـــي وَغُــربَتِـي
وَيَروِي لِأَيامِي حِكَايَــــاتِ سُــــؤدَدِي
ذَكــرتُـكِ وَالـغَـاردِينِيَا لَــم تَـعُـد سِــوَى
قُـصَـاصَات لَـيـلٍ مُـوغِلٍ فِـي تَـسَهُّدِي
عَـمِيتُ وَفَـرَّ الـدَربُ مِـن تِـيهِ خُـطوَتِي
وَمَـا عُدتُ أَدرِي كَيفَ ضَيَّعتُ مَقصَدِي
وَسَـلَّـمتُ نَـفـسِي لِـلـطَوَاغِيتِ طَـائِعًا
أُفَـتِّشُ عَـن دُنيَايَ فِي مَوتِ سَرمَدِي
فَـأَنتِ انـطِلَاقُ الرُوحِ فِي رِحلَةِ الهَوَى
وَأَنـتِ احـتِرَاقُ الـنُورِ فِي فَجرِكِ النَّدِي
وَأَنـــتِ الَـتِـي آوِي إِلَــى ظِــلِّ كَـرمِـهَا
وَأَشــكُـو إِلَـيـهَـا مِـــن هَـجِـيـرِ الـتَـوَحُّدِ
وَأنــتِ انـزِيَـاحَاتِي وَصَـمتِي وَمَـنطِقِي
وَأنـتِ عُـيُونِي.. أَنـتِ كُـحلِي وَمِروَدِي
وَعشتَارُ وَالســحر الذِي احتَلَّ عَالَمِي
وَإِيـزِيـسُ والـتِيهُ الـذِي صَـارَ مُـرشِدِي
وَأدعيةُ المُضطَرِّ فِي عَتمَةِ الأَسَــى
وَشَربَةُ عِشقٍ يَشتَهِي لَثمَهَا الصَدِي
رَحَـلـتِ عَــنِ الـحُبِّ الـذِي مِـنهُ جِـئْتِنَا
وَمَـا زَالَ بَـعضُ الـعَودِ فِـي قَبضَةِ اليَدِ؟
فَعُودِي .. فُـَؤادِي فِي صَحَارِيكِ تَـــائِهٌ
َوزُورِي أَسِيـــرَ الشَّــوقِ لَا تَتَشَــدَّدِي
إِذَا غَـبتِ عَن دُنيَايَ يَا نَجْمَةَ السُّهَى
أَجِـيبِي بِـمَاذَا فِـي دُرُوبِـي سَـأَهتَدِي
10 يناير 2015م