ما زالت تلك الصورة المشوشة تطاردني، أراها شبحا أحيانا ولكن سرعان ما يحاورني قلبي ويقنعني كالعادة بأنها ملاك.
دائما ما يذكرني بأنها تسكن بجواره وربما في صميمه.
......................
أسأله دائما من هي ؟؟
هل تلك التي أبقتني خلف الجدار أعواما وطارت بعيدا الى السماء المحرمة ، بعد أن أزالت ذاك الأمل الذي كبر وكبر ثم انهار فجأة.
................................................
أم تلك الاحجية التي ما زلت أحاول حلها، فبعدما اقتربت الى الحل بمساعتدها هربت بعيدا لأعود خلف ذاك الجدار الذي ما أن أدركت صلابته وقوته عدت، ولكني وجدت أفعى تنتظرني ، أفعى تستغل نقطة ضعفي وتهاجمني، و أنا اراها في هجومها مشتاقة لتلك الأيام الخوالي.
أفعى أصبحت نورا تدعوني للذهاب الى ذلك المكان الذي اراه بعيدا جدا في نظري ،ويعود القلب يوسوس لي بقربه وأني سأصله ما دمت أعرف طريقه.
.................................................
أم تلك التي تراها كالشمس بابتسامتها، كنسيم الليل الذي يحملنا بعيدا ، كرائحة القهوة في الصباح ، كصوت القمر عندما ينير دروبنا المظلمة.
ولكن هذه الصورة تختلف عن سابقاتها، فهي التي وجدت قلبي وعقلي يجلسان خلسة للجدال بينهما ،عمن كان أفضل في وصفها ،أيهما اختارها أولا فكل منهما يريدها وبشدة .
..................................................
أحيانا ما أرى تلك الصورة ممزوجة بين هذه وتلك، ويعود القلب لجدال العقل مرةً أخرى.
الغريب في هذه الصورة أنها تتبدل وتتغير كل يوم، بل كل موقف، تراها أحيانا تضحك وتبتسم وتعطيك الامل ، وأحيانا أخرى ترى فيها ذلك الماضي الأليم.
هكذا سأبقى دائما ، أبحث عن هوية تلك الصورة ربما سأجدها ، وربما ستظهر لي بعد فترة صورة أخرى تحمل ملامح جديدة .
ولكن هل سيكون أسهل علي فهمها من تلك الاولى.