الحبيب ، الطبيب الأديب الدكتور ضياء
أسعد الله أوقاتك
قبلَ أيام أصبتُ بآلام في البطن مرعبة ، فقضيتُ عدة ساعات بدأت من الفجر في قسم الحوادث في المشفى .
أجريت لي فحوصات وصورة أشعة وتحاليل مختلفة . والحمد لله كانت النتائج مطمئنة ، وكان التشخيص
التهاب في المعدة .
سألني الطبيب السودانيّ المُعالِج إن كنتُ أشكو من مرض سابق فأخبرته قائلاً :
- عندي قرحة قديمة في القولون السيني ، القرحة من نوع مخلب قطّ ، وذات منشأ زُحاري
نظرتُ إليه ، كان يُحدّق بي وكأنني أتكلم سنسكريتي !!
قال لي لم أفهم من كل كلامك إلا كلمة ( قرحة .. والقولون ) ! شنو السيني ، وشنو مخلب قط ، وشنو زحاري ؟!!!
قلتُ له : هكذا أحفظ مرضي .. بالعربي
أمّا ( الزحار ) ، فقد عانيتُ في شرحها له .. باللغة .. وبالتمثيل ..
قال مازحًا : أنتم السوريون تصعبوها علينا !! كيف تدرسون الطب بالعربي ؟!
ثم بحث في اللاب توب أمامه ، وأظهر الجهاز الهضمي .. فدللته على موضع قرحتي :
- أترى ؟ هذا القولون الصاعد ، وهذا المعترض ،وهذا النازل .. هنا موضع قُرحتي ، وأشرت إليها بإصبعي
وحدق بي مندهشًا مرة أخرى ... :
- شنو الصاعد وشنو المعترض وشنو النازل ؟!!
وراح يُعدد التسميات باللغة الإنكليزية ...
تذكرتُ كتاب : ( قصّة قرحتين ) للأستاذ الدكتور الدمشقي الشهير ( منذر الدقاق ) .. عبقريّ الطب المتخصص بجهاز الهضم ، لقد كتب قصّتهما بعلم وبلاغة رائعين ..
اللغة وعاء الفكر .. لايحفظه إلاّها