صلّى عليك إله الناس
شعر : ماجد الراوي من ديوان ( شموس القوافي )
لاتزال أنوار ذكرى المولد النبوي الشريف تكلل آفاقنا
وهذه القصيدة ألقيت في برنامج ( شاعر العرب ) من قناة المستقلة في لندن
وقد طلبت القناة أن تكون القصيدة في مدح الرسول (ص) على نهج قصيدة كعب بن زهير
أي تبدأ بالغزل والنسيب وفي هذه الأيام المباركة أقدمها
غابَتْ رواحلُ ليلى في رُبا البِيْدِ
ويَوْمَ ترجعُ من بَعْدِ النوى عيدي
غَرَّاءُ تُخْجِلُ وَجْهَ الشمسِ طَلْعَتُها
نَسْلُ الأُباةِ كرامِ المَحْتِدِ الصِّيْدِ
بَسَّامةٌ تشتهي الأنْسامُ رِقَّتَها
وتدَّعي حُسْنَها كُلُّ الأماليدِ
رقيقةٌ وهْيَ دون الصَبِّ قاسية
كالنَبْعِ مُنبجساً من قَلْبِ جُلْمودِ
كأنَّما قَمَرٌ قد شَعَّ في سُدَفٍ
إذا بدا وَجْهُها في الأفْرُعِ السُّودِ
عجبتُ من بُخْلِها بالوَصْلِ إذْ بَخِلَتْ
وهْيَ التي عُرِفَتْ بالحُسْنِ والجُودِ
أدْلَتْ بوعدٍ كَغَيْمِ الصَّيْفِ لاحَ لنا
وليسَ نُدركُ منه أيَّ مَقْصُودِ
يا غادةً بحسامِ الهجرِ تقتلُني
إنّي كفارسِ حَرْبٍ جِدِّ مجهودِ
ليلى التي وَعَدَتْ وعداً لِتُخْلِفَهُ
يا قلبُ لا تَبْغِ منها أيَّ منْشُودِ
دّعْ عَنْكَ تذْكارَها وامْدَحْ أخا شَمَمٍ
كالبَحْرِ يُرْسِلُ جُوداً غَيْرَ مَحْدودِِ
دَعَوْهُ ( أحْمدَ ) خير الناس قاطبةً
حُلْو الخِلالِ وقد يُدعى بمَحْمُودِ
هذا الشّفيعُ الذي في الحَشْرِ نقصدُهُ
وجاهُهُ عِنْدَ ربّي غيرُ مَرْدُودِ
خَرَّتْ جبابرةُ الكُفّارِ صاغِرَةً
من سَيْفِهِ وتَوَلَّتْ كالرَعاديدِ
كم غَزْوَةٍ إذْ غزاها عادَ مُنْتَصِراً
يوْمَ الجَحاجِحُ صالَتْ صَوْلَةَ السِّيْدِ
أصْنامُ أعدائِهِ دُوْنَ الهُدى سَقَطَتْ
سقوطَ ( جالوتَ ) من أحجارِ ( داوُودِ )
وكم تَّحَمَّلَ من ظُلْمٍ غداةَ دَعا
لكيْ يَؤوبَ بِكَسْبٍ جِدِّ محمودِ
فهَيَّأ اللهُ أقوامَاً تُؤازِرُهُ
واستَقْبَلوهُ بِمَنْظومِ الأناشيْدِ
واللهُ أيـَّدَهُ بالمُعْجِزاتِ وقدْ
سَرى لِكُلِّ سماءٍ دونَ تَقْييدِ
إنّي مَدَحْتُكَ يا طهَ الحبيبُ ولا
يكفي لِوَصْفِكَ إطْرائي وتمجيدي
صلَّى عَلَيْكَ إلهُ النّاسِ ما هَتَفَتْ
وُرْقُ الرّياضِ أُصَيْلاناً على العُودِ
=====================