السفر كان يعني له الإنتظار , النوم والاستيقاظ مرات عديدة , وأضواء برتقالية وحمراء في الحافلة الصاخبة , وأصوات كلثومية يرافقها التصفيق والإعجاب , ودخان التبغ الكثيف المنبعث من أفواه رجال يقتلهم الملل والوجوم .
رغم أن الصبح كان جميلاً مع ما يحمله من نور وسكون , و بصيص مشارف بلدته البعيدة , وأفواج المستقبلين , وقبلات المشتاقين , لكنه ما يزال يمقت ساعات الوصول .
القدر سيسطر في دفاتره بعناد : ستظل مسافراً ما حييت , من شمال الأرض إلى جنوبها , تجتر الساعات وتلتحف الحنين , وتحدق باحثاً عن سراب الأهل والصحب.
يا ترى هل سيعود الصبح يوماً بنور وسكون؟؟