|
مِنْ أين أبـدأُ لوحتـي المتواضِعَة ؟ |
بل كيف أبـدأُ ، والبِــدَايَــةُ ضائعـةْ ! |
وَالعَنْــدَليبُ يَكَادُ يَفْقَـــدُ صَــوتَـــهُ |
الفَتَّـانَ في صَمتِ السَّمَـاءِ الـوَاسِعَـةْ |
ما حِيْلَة الطَّـيرِ السَّريعِ إذا أضاعَ |
السِّربَ في إحدى الصَّحاري الشَّاسِعَـةْ ؟ |
مِنْ أين أبـدَأُ ، وَالـدِّمـاءُ تُحيطُ بي |
وَتُحَـاصِـرُ الألـوانَ .. حتى الطَّـابِعَـة |
يـا ريشَـةَ الرَّسَّامِ لَسـتِ بِذِي مُدَى |
شَهِــدَ المَــدَى لَكِ بِالبَـرَاءَةِ جَـامِعَــةْ |
وَلَقَد رأيتُ الرُّعبَ في جُحْرِ الأسى |
يغتــالُ ألــوانَ الـزُّهــــورِ الـرَّائِعَــةْ |
وَالـوَردُ يُقْتَــلُ بِالنَّـدَى ، بِبَرَاعَــةٍ |
تَبَّتْ يَـــدُ الإرهابِ .. ليست بَـارِعَــةْ |
تَغتالُ بِالصَّلفِ النَّضَارَةَ ، رُبَّمَــا |
بَرَعَتْ ، ولكن ،، في صِنَاعَةِ فَاجِعَـةْ |
قُلْ للرَّبيـعِ الرّوُضُ أزهَرَ بالقَنَـا |
بِـلِ أينَمَـا وَضَـــعَ الخدوعُ أصَابِعَـهْ |
فِتَنٌ عِظَـــامٌ كَالجِبَــــالِ تَكَالَبَتْ |
ارحــلْ بِزَيْفِـكَ .. بانَ وَجهُ الخَادِعَةْ |
لـولاكَ .. ما قَتَـلَ الشَّقيـقُ شَقِيْقَـهُ |
كلَّا ، وَلا بَلَغَ العَــــــدوُّ مِطَامِعَـــهْ |
أوَّاهُ .. يا قلبي الجَريح .. إلى متى |
الإرهابُ يَهْـزَأُ بالقُـوَى المُتَصَارِعَةْ ؟ |
أسَـفي عـلــى وَطَـــنٍ تَألَّقَ بِالسُّهَا |
سَهـوًا تَزَحْلَقَ بِالخُطَـى المُتَسَـارِعَةْ |
فَهَـوَتْ بِهِ قَـدَمُ الخِيَانَـةِ ، وَاختَفَتْ |
أنـــوَارُهُ بيـنَ النُّجــــــومِ السَّـاطِعَــةْ |
آهٍ .. علـى شَعـبٍ .. تُقَـرقِرُ بَطنَهُ |
بَيْنَــا الحكـومَــةُ .. بِالأجِنَّـــةِ شَابِعَـةْ |
زَنَتِ الحكومَـةُ بالشِّقَاقِ ، فَأنْجَبَتْ |
بعضَ الـزَّوَاحِفِ وَالأفاعي اللاسِعَـةْ |
نُكَتٌ مِـنَ الحِقْدِ المُريْعِ .. تَجَمَّعَتْ |
رَانٌ تَفَجَّــــر بِالسُّمُـــــومِ النَّــاقِعَــةْ |
أيــهٍ .. أيا صَنْعَاءُ .. مثلكِ لَمْ أطقْ |
صُبحًـا تَخَضَّـبَ بالدِّمــــاءِ اليَـافِعَـةْ |
أهَـدِيَّـةُ العَامِ الجَـدِيْـدِ ، ألَـمْ يَجِــدْ |
في السُّـوقِ غيرَ السَّامِ .. ثَمَّةَ نَافِعَـةْ ! |
زَنَتِ الحكومَةُ بالنِّفَاقِ .. إذِ اخْتَفَتْ |
جُنُبًـا عَـنِ الطُّلَّابِ .. حتى السَّابِعَـةْ |
جـاءَ المَخَاضُ فأنْجَبَتْ لُغْمًا إلــى |
جِـذعِ الفَضِيْحَـةِ عند فَـرعِ الجامِعَـةْ |
إنَّ الــذينَ أتـوا ليَحْـموا عِـرْضَهَا |
لَمْ تَحمِهِمْ ، رغـمَ البَـــلاغِ البائِعَـةْ |
بـلْ سـاعَـدَتْ في قَتْلِهِـمْ ، وَكأنَّهَـا |
لا شَكّ فـي حُـلُــمِ الرَّعَـايَا طَامِعَـةْ |
زَنَتِ الحكومَةُ بالفَسَادِ ، فَسَهَّـلَتْ |
هَـدَفَ الخَــــلايا وَالـذِّئابِ الجَـائِعَـةْ |
لا عيب فيهـــم غير أنَّ قـلوبَهُـــمْ |
شِــرِّيْـرَةٌ ، وَشُـرورهُــمْ مُتَتَابِعَـــةْ |
لا يأنَفُــونَ دَمَ الأجِنَّــةِ فــي بطـو |
نِ الأُمَّهَــاتِ ، ولا الدموعَ الهَامِعَـةْ |
وألَـذّ ما شَـرِبـوهُ .. حَمَّــامَ الدِّمــا |
ءِ ، بِنَكهَــةِ الأطفَـالِ دون الرَّابِعَـةْ |
إنْ جَاهَـدوا ، فَجِهَادهـمْ في أهْلِهِمْ |
إطعامهـمْ بالجوعِ .. نَجْعَـةَ صَاقِعَـةْ |
ما دينهُـمْ .. إذْ شَــرُّهُــمْ لِـدِيَارِهِـمْ |
خيـرَاتُهُـمْ .. لِعَــدُوِّهِـــمْ مُتَدَافِعَـةْ |
واللهِ .. ما هــــذا بِـديــنِ مُحَمَّــــدٍ |
فَلَعَــلَّهُ .. ديــن الكلابِ الضَّـــائِعَـةْ |
ما كان خيرُ الخَـلــقِ سَفَّاكَ الدِّمَـا |
بـلْ كانَ أُستَـاذَ السَّــلامِ وَصانِعَـهْ |