العروة
يا مَن يُحِبُّ الشعرَ حُبًّا جَمّا
ويُطيلُ أكلَ الشوق أكلاً لَمّـا
مِن غيرما محبوبةٍ تدري بهِ
أو حُسنِ بنتٍ يستحقُّ النظما
أو جيبِ ممدوحٍ يُثمّنُ مدحَهُ
أو قلبِ مذمومٍ يُحاذرُ ذَمّـا
هذي البلادةُ لا تُقدِّرًًُ عاقلاً
هذي الحماقة لا تُقدِّر حلما
يا مَن يُريقُ مِدادَهُ ودموعَهُ
جهلاً على دربِ الغرامِ وظُلما
لم تُبقِ في الأحزان شيئًا يُتّقى
لم تُبقِ في دين الصبابةِ إثما
لم تُبقِِ نحوَ الحُلمِ دربًا خُضتَهُ
لم تُبقِِ في دربِ التّعاسةِ حُلما
* * *
هـأنت ذا، وبِرغم ما جَرَّبتَهُ
لازِلتَ أعمىً في الهوى وأصَمّا
حَتّامَ تبقى تشتهي قيد الهوى
وتَعِبُّ مِن زيفِ العبارةِ سُمّا
وتريد إصلاح البلاد وأهلها
فتزيدُ -فوق الغَمِّ- قلبَك غَمّا
يا ذا الذي لازالَ يبحث في الدُّجى
عَمَّن تفتِّش في الظلامِ، وعَمّا!؟
* * *
داءٌ هي الدنيا، ومن أعراضهِ
أن يطلب المحكوم فيها الحُكما
دَع عنك أسئلة الفلاسفة التي
تعمي البصير ولا تداوي الأعمى
دَع عنك أحلام الغرام، فمن سعى
ظمآنَ نحوَ الآلِ، أصبحَ أظمى
* * *
كُن بلسمًا إن صار دهرُك أرقمًا
وسعادةً إن كان غيرُك هَمّا
العروةُ الوثقى لديك، فخُذ بها
وشريعة الله العظيم العُظمى
حليم