جَمالانِ
جَمالانِ يَصْحَبانِ الزوجين في رحلة حياتِهِما هذه ، على هذه الدّنيا :
جَمالٌ هو في انتِقاصٍ دائمٍ على مرّ العُمر ، لا يستطيعُ أيٌ منهما إيقافَهُ ، ولا الحَدَّ منهُ .
وجمالٌ يزدادُ- لو شاءَا - إلى آخر العُمْر ؛ ففي أيديهما زيادتُهُ .. وإنقاصُهُ كذلك .
الجَمالُ الأولُ جمالُ الجَسَدِ بشبابهِ وملامحِهِ وجاذبيّته وقوّته ، إنّهُ جَمالٌ تأكلُ منه سنواتُ العمرِ يومًا بعدَ يوم ،ولا يدومُ لأحد ، وليسَ لأحدٍ أن يُبقيَه .
والجَمالُ الثاني جَمالُ الرُّوح ؛ وجمالُها بالأخلاق الحميدة ، والعِشرة الطيّبة ، والفكر الرفيق واللسان السُّكّر والبسمة الآسِرة ، والمودّة والرحمة .
وعَظيمُ الحظّ – من الأزواج - مَنْ تنبّهَ إلى سُنّةِ الحياةِ هذه ، ففَهِمَها وتصالحَ معها ، وأخذَ يَزيدُ رصيدَه من الجَمال الثاني كلما نقصَ من جَماله الأول ، حتى يبقى في عينِ رفيق عُمْرِهِ جَميلاً .. بَلْ أجْمَلَ ..
للأستاذ مصطفى حمزة https://www.rabitat-alwaha.net/molta...485#post970485
المصدر: ملتقى رابطة الواحة الثقافية - القسم: النَّثْرُ الأَدَبِيُّ