أنا لا أحزن ..
فلم أذق طعم الحزن منذُ زمنٍ بعيد ..
لم أعد أرَ تلك الأرصفة الوحيدة ..
لم أعد أرَ تلك الوجوه التعيسة ..
لم أعد أسمع تلك الموسيقى الحزينة ..
تركت الغرفة السوداء، تخليت عن الستائر الكئيبة ..
وهجرت ذلك المقعد البارد ..
وتنازلت عن مِعطفي الرمادي، للحائط البائس ..
هاجرتُ إلى الحرية ..
بعد أن كنت أعُاني من حُبكِ ..
حُبُكِ الذي كان يُحاصِرُني ..
يُبقيني عاجزًا عن الطيران ..
حُبُكِ الذي يُقيدُ قدميّ ..
يمنعُهما عن الحِراك ..
حُبُكِ الذي شلّ أجزائي، وعقلي، ومشاعري ..
حُبُكِ الذي كانّ سبب إعاقتي ..
حُبُكِ الذي تغلبتُ عليه ..
فصِرتُ من بعده حُراً، طليقًا، أركضُ نحو الحياة !