رجوتُكِ لا تُطيلِي فِي صُدودِي
وجِيئِي كيْ تفكِّي لِي قُيودِي
لقدْ طَالَ الزَّمانُ علَى انتِظارِي
وأخشَى أنْ يَطولَ ولا تَعودِي
أمَا كُنتِ التِي مَلأتْ فُؤادي
وصارَ هَواكِ يَجرِي فِي وَريدِي
جَمعتُكِ دَاخِلي حتَّى تَهادَى
عَلَى كفَّيكِ قَلبِي كَالولِيدِ
فَكنتِ لهُ كَمَا الدَّنيَا وكُنتِ ...
التِي تُغنِيهِ عَنْ كُلّ الوُجودِ
فَكمْ علَّلتُ صَدرِي بالأمَانِي
وكَمْ أَوفَيتُ للذِّكرَى عُهودِي
وسَطَّرتُ الرَسائِلَ مِن دُموعِي
لِأرسِلهَا معَ سَاعِي البَرَيدِ
لأنَّي مَنْ ظَننتكِ طُولَ عُمرِي
عَلى دَربِ المَحبَّةِ لنْ تَحيدِي
فَلمْ تُبقِ الظنونُ سِوَى جِراحِي
وَضَاعَ هَواكِ فِي أقْصَى الحُدودِ
أَجِيبينِي إذَا مَا مَلَّ صَبرِي
وضَاقَ القَلبُ مِنْ حَملِ الَمزِيدِ
أَبعدَ فِراقنَا سَيجِيءُ يَومٌ
يُقَرِّبنَا وَيُنسِينِي شُرودِي
لأَزْرَعَ وردةً أُخْرَى بِصَدْرِي
وأَهدِمَ مَا بَنيتِ مِنَ الجُحُودِ
فَمَا أبقَيتِ لِيْ منْ بَعدِ هَجرِي
سِوى شِكوَى البَعيدِ إلَى البَعيدِ