|
بـيـضٌ وجــوهُ بَـنـي عـمّــي كـمـا الـغــررُ |
فــلا قــتــامٌ بــنــي عــمّــي ولا كـــدرٌ |
بـيـضٌ ضـمــائـرُهـمْ مـلـســاءُ جــارحــةٌ |
مـثــلُ الـمَـرايــا عَـلـيـهــا الآهُ تـنـكـسـرُ |
تــعــودُ مـنْ حـيـثُ جـــاءتْ وهْــيَ دامـيــةٌ |
أمّــا قــلــوبُ بـنــي عــمّــي فـتـعـتــذرُ |
بـيــضٌ وجــوهُ بـنــي عــمّــي كـأنَّـهـمـو |
بـقـاصـرٍ مـنْ جـمـيــعِ الـهــمِّ قـد قُـصِــروا |
حــيّــاهُــمُ الله مــرخـــاةً أعــنــتـِّـهــمْ |
رَهـــواً إذا أقـــبَــلــوا, رهـــواً إذا دَبُـــروا |
خــالٍ وفــاضُــهــمـو مـنْ كـــلِّ هـاجـســةٍ |
حـيـثُ انـتـهـى بـهُـمـو تـطـوافُـهـم شَــخـروا |
حــيّــاهُــمُ الله , حــيّـــا كـــلَّ بــارقـــةٍ |
فـيــهـــمْ وأن تـــكُ لا رعــــدٌ ولا مــطــرُ |
ومــا احـتـيــاجُ رمـــالِ الـعُــرْبِ غـافـيــةً |
لـلــمــــاءِ مـــا دامَ لا زرعٌ و لا ثـــمـــرُ |
بـيــضٌ وجــوهُ بـنـي عــمّــي ضـمـائـرُهـمْ |
بـيـضٌ دفــاتـرُهــم بـيـضٌ, بَـلـى ســطَــروا |
فـيـهـــا ولـكــنْ بـمــاءٍ لا دلــيــلَ لـــهُ |
ولا عــلــيـــهِ ولا يــبــقـــى لــهُ أثـــرُ |
مــنْ لـــي بــآبــائـكــمْ أمْ أنَّ مـحــنـتَـنـا |
آبـــاؤنــا , فـبـنــا مـنْ ذكــرِهـم خــفـــرُ |
لأنَّــهــم مــا رأوا أعـــراضَــهــم غُــزيـتْ |
وأســـبـلـوا جَـفـنَـهــمْ لـلـنـَّـومِ وادَّثــروا |
مــنْ لـي بـأقــلامِ مـنْ كـانـت ْمـحــابــرَهـمْ |
جــراحـُـهــمْ وبِــهــا الإبـــداعُ يـأتــزرُ |
يـســربـلُ الــدَمَ شــعــراً كــلَّ قـافـيــةٍ |
شَـــدتْ بـمـنـبـتِ نــارٍ فـيـهِ يـســتـعـرُ |
لا مـنْ قــوافـيـهِ تَـلـوي , مـنْ مــذلَّـتِـهـا |
أعــنــاقَـهــا ولـهـا فـي ذُلـِّـهــا وطــرُ |
أللهَ يــا وطَــنــي كــمْ تـُســـتــفــزُّ ولا |
تـنـشــقُّ أرضُــكَ, كـمْ تُــؤذى وتـغـتـفــرُ |
حـتّــى وأنـتَ ذبــيــحٌ كـمْ بـلـحـمِــكَ مِـنْ |
نـابٍ تَـربـَّـصَ مـنْ أهـلــي وكــمْ ضــفــرُ |
أوصــالُ جـســمِـكَ لـولا خــوفُ بـعـضِـهـمُ |
مـنْ بـعـضِـهـمْ أكـلـوهـا وهْـيَ تـحـتـضــر ُ |
ويـركـضــونَ خِــفــافـاً, لا لـنـصــرِكَ, بـلْ |
لـيـخـذِلــوا بـعـضَـهـم مـا قـامَ مـؤتـمــرُ |
بـيـضٌ وجــوهُ بـنــي عـمّــي عـمـالـقــةٌ |
أبـنــاءُ عــمّــي مـا مـالــوا ومـا خَـطـروا |
تـهــابُـهــم قـمــمُ الـدُّنـيــا فـتـقـلـقُ إنْ |
غــابــوا وتـخـشــعُ إجــلالا إذا حَــضــروا |
لأنَّ أبــنـــاءَ عـــمّـــي كُــلـَّـهـــمْ زردٌ |
مــحــبــوكــةٌ ولـجـســمٍ واحـدٍ ضُـفــروا |
لأنَّــهـــمْ وهُـــمـــو غــابــاتُ أذرعـــةٍ |
رمـــحٌ فــريــدٌ وســـيـفٌ واحـــدٌ ذَكـــرُ |
أُولاءِ أبــنــاءُ عــمّــي لا أبـــاً لـهُــمــو |
لـو يـسـتـطـيـعــونَ عـدَّ الأذرُعِ انْـشَــطـروا |
فـأصـبَـحــتْ كــلُّ كـــفٍّ فـي عَــداوتِـهــا |
لأخـتِـهـــا عـبــرةً فـي الـنّـاسِ تُـعـتـبــرُ |
أبـنــاءَ أعـمــامِـنـا مـنْ أربـعـيــنَ خَـلـتْ |
ونـحـنُ نُـطـعــمُ والـنـيــرانُ تـشــتـجــرُ |
مـا نـالَـتِ الـنّــارُ فـيـكـمْ تـاجَ ســنـبـلـةٍ |
إلاّ ســعـى بـيــدراً مـنـّـا لـهــا الـبـشــرُ |
أضــلاعُـنـا كُـلـهــا نَـبـقـى نـجـودُ بـهـا |
ضِـلـعــاً فـضـلـعــاً وهـولُ الـمـوت ِيـدَّجـرُ |
أبـهــى أويـلادِنـا حَــنـّـوا دمـشـــقَ دَمــاً |
وكــادَ لـولا دِمــاهُـم يـصــدقُ الـخــبـــرُ |
وهـا دمـشــقُ وأخــتــامُ الــدِّمــاءِ بـهــا |
تـبـكـي وبـغــدادُ يـنـزو حـولَـهـا الـتـتــرُ |
"ويـخــســأون " فــفــي بــغــــدادَ وازرةٌ |
بـألــفِ وزرٍ ســوى مــا عـنــدهــا تــزرُ |
لـكـنّـنـا يـا بَـنـي عــمّــي يُـقـطِّـعـنــا |
أنَّ الأعــادي لـنــا مـنْ أرضِـكــم عَــبــروا |
وأنَّـهــم بِـكُــمــو جــاءوا فـنـحــنُ نَـرى |
آثــارَكـمْ فـي خُـطـاهــمْ كـلَّـمـا عَــثــروا |
حـتّـى أكــادُ ومــنْ بـؤسٍ يُـخــيَّــل لــي |
بــأنَّ وجـهـــاً بـوجـــهٍ راحَ يـســتـتــرُ |
ويـا بَـنــي عــمِّــنـا لـســنـا نَـذكـرُهـمْ |
لـكـنْ مَـكـابــدَهُ تـســـتـنـطـق ُالــذكــرُ |
إنـّـا لـنــســـألُ عـــن أرضٍ مـكــابــرةٍ |
تـقـولُ مـا ضــاءَ فـي لـيـلـي بـكـمْ قـمــرُ |
لـيـســت عِــراقـيَّــةٌ هــذي الـصُّــدورُ إذاً |
لـو أنَّ ضـــلاًّ بـهــا لـلأهـــلِ يـعــتــذرُ |
دمـــاً سـَـــقـيـنـا وقـدْ واللهِ أحــرُفُــنـا |
لـكـمْ بـهــا كـانـتِ الأعــمــارُ تُـخـتـصـرُ |
هـا كــلُّ شــعـرِ الـعـراقـيِّـيـنَ مـلـحـمـةٌ |
بـكــلِّ تــاريـــخِ هـــذي الأرضِ تـزدخــرُ |
فـأيـنَ أنـتـمْ بـنـي عـمّــي؟ وأضـعـفُـكــمْ |
لــهُ لـســانٌ عـلــى أوجــاعِـنــا بــطــرُ |
لـكـنـَّـهُ ونـيــوبُ الـعِــلـجِ تـنـهــشُــنـا |
كـأنَّـمـا فـيــهِ مــنْ إغــضــائــهِ حَـصَــرُ |
الـحــمــدُ للهِ أصــبــحْـنــا وأكــرمُــنـــا |
مـنْ لـيـسَ يـشــتـمُـنـا إنْ أحــدقَ الـخـطــرُ |
الـحــمــدُ للهِ أصـبــحـْـنــا وأرحــمُــنــا |
مـنْ لا يـجــورُ عـلـيـنــا حـيــنَ يـقــتــدرُ |
الـحــمـــدُ للهِ أصــبــحـْـنــا وأرذلُــنـــا |
لا غـيــرُه مــنْ يُــعــاديـنــا ويـفـتـخـــرُ |
أبـنـــاءَ عــمّــي ســـلامُ اللهِ نـرســـلُــهُ |
لـكــلِّ أرضٍ بـهــا أطــفــالُـكُــم نَــفــروا |
قـولــوا لــهــمْ إنَّ بــغـــدادَ الّـتـي قـَــرأوا |
تـبـقـى ومـنْ عـمــرِ أهـلـيـهــا لـهـمُ عُـمُـرُ |
قـولــوا الــعــراقُ مـنـيــعٌ رغـمَ صـدعـتــهِ |
بـأهـلــكـــمْ وبــكــمْ أنـتــمْ لـــهُ عـــذرُ |
أبـنــاءَ عــمّــي وخـافـوا مـنْ خَـطـيَّــتـهـمْ |
لا تـكـذبــوا إن قـلـبَ الـطــفـــلِ يـغـتـفـــرُ |
لـكـــنـّـــهُ حــيـــن يـــدري أنَّ والــــدَهُ |
يـخــونُــهُ يـلــتــوي لــيـّــاً ويـنـكـســـرُ |
أمـّـا الــعـــراقُ وأمـّـا أهــلــــهُ فـلـهـــمْ |
زَهــوُ الـفــراتـيــنِ والأمـــواجُ تـنـشـــطــرُ |
شَــطـريـنِ عـنـهـمْ فـشـطـراً يـسـتـحـيـلُ دمـاً |
لــهــمْ وشــطـرا ســـيــوفـاً حـيـثُـمـا زَأروا |
ولـلـعـــراقِ بــنــي عــمّــي مـهــابـتُـــهُ |
هـــو الـــعـــراقُ قــضــاءُ الله والــقــــدرُ |
هـــو الــعــراقُ بـنــي عــمّــي ونـحـنُ بــهِ |
بـمـحـضِ قـــولِ عــراقــيّــون نـفـتــخـــرُ |
أولادَ عـــمّـــي ومـــذْ كــنّــا أصـيـبـيَـــةً |
كـنّــا نـغـنّــي لـهــذا الـجـيــشِ نـنـتـظــرُ |
يــومَ الـخـمـيـــسِ عـصـافـيــراً مـبـلـلَّـــةً |
نـصـطـفُّ فـجــرَ الـشــتـاءِ الـبـردُ وألـمـطــرُ |
والـبـيــرقُ الـخـافـقُ الـمـزهــوُّ, شــاخـصــةً |
عــيــونُـنــا ويـكــادُ الـــدّمــعُ يـنـهـمــرُ |
ونـحــنُ نـنــشـــدُ والأضـــلاعُ راجــفـــةٌ |
(الـجـيــشُ ســورٌ)ويـعـلـوالـصـوتُ يـنـتـشـرُ |
حـتّـى نـخــالَ الــدّنــا طـــرّاً تـشــاركُـنـا |
نـشــيـدَنـا وضـفـافُ الـنّـهــرِ والـشــجــرُ |
وهـا كـبــرْنـا بَـنـي عــمّــي ونـحـنُ نــرى |
صـدقَ الأنـاشــيـدِ فـيـهـمْ كـلّـمـاانـتَـصـروا |
هــو الــعـــراقُ ونـدري أنّــكــمْ مـعــنــا |
فـي زهــوِنـا فـي شـــجـانـا بـالّـذي بـَـذروا |
بـأرضِــنــا نـحـنُ نـدري غــيــر َنـاســلـةٍ |
مــن الـتــوجـُّــعِ فـيـهــا واتــرٌ يــتــرُ |
ألـمْ يــزلْ أضـعــفُ الإيـمـــانِ حــاديـَكُــم؟؟ |
حــتـّـى الـحــجــارُ يـكــادُ الآنَ يـنـفـطــرُ |
فـأيـنَ أنـتــمْ بَـنــي عــمّــي ونـخـوتُـكــم |
خـــوفٌ دهـــاهــا مــعـــاذَ اللهِ أم ْخــــدرُ |
ولـلــعـــراقِ بـنـي عــمّــي مـهــابـتُـــهُ |
هـذا هــو الآن مــنـــهُ الـــوردُ والــصُّـــدُرُ |
لـكــنْ يــعـــز ُّو لـلــتــاريــخِ ذاكــــرةٌ |
جــيــلاً فـجــيــلاً غَـــداً تــروي وتــدَّكــرُ |
يـعــزُّ أبــنــاءَ عــمّــي أن يــقــالَ لـكــمْ |
كـانَ الــعــراقُ وحــيــداً والــعِــدا كُــثــُرُ |
بـلْ كـنـتــمُ بـعـضَـهــمْ هــذي خـنـاجـرُكـم |
عـلـى رقـــابِ الــعــراقــيّـيــنَ تـأتـمـــرُ |
ولـلـعــراقِ بــنــي عــمّــي مـهــابـتـُــهُ |
هـيـهــاتَ ســيـفُ صـلاحِ الـدّيـنِ يـنـكـســرُ |
ولــمْ تــزلْ لـلــعــراقــيّـيـنَ هـيـبـتُـهــمْ |
ولــمْ تــزلْ بــهــمُ الأهـــوالُ تــنــزجـــرُ |