المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فكير سهيل
أولا و قبل كل شيء -أقصد هنا في الصفحة (6_6), أشكرك كثيرا على مجهودك الكبير والوقت الذي تخصصه هنا وإنه لشيء عجيب. و أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك وأن يجزيك عنّا خير الجزاء.
جميل ما قرأت هنا , التقدم ملحوظ , هناك وحدة موضوع و تسلسل في القول و ترابط لا بأس بها ,
نحن نسير على الطريق السليم إن شاء الله
هاته أربع أبيات أولى :
لا تَلُمِ النّاسَ على هجْرٍ=و أَراكَ عزيزاً في الدّارْ
المطلع ما يزال فيه بعض ضعف , ستقول لمَ ؟ أقول : كلمة هجر تحتمل عدة معان يمكن أن يكون الهجر لكثير من الأشياء .
ثانيا , هو ليس هجرا و إنما تهجير قسري , فالناس لم تختر ترك الديار طوعا و إنما قهرا .
ثالثا , قلنا أنت الذي هجر , فعليك التكلم بإحساسك , مثلا : لا تلمني , كف الملام , عجبا أراك تلومني ....... هكذا اجعل مطلعك , على أنك مستغرب من ملامة شخص لك و أنت تتوقع مساعدته
أُتْرُكْ بيْتَكَ واسْألهُمْ ما=ذا حلَّ بِهمْ مِنْ أضْرارْ
هذا البيت ليس فيه شعر , لأن الكلام عادي جدا , كلام مصفوف بدون قوة معنى أو متانة سبك , سرد بسيط جدا ,أو حتى صورة .
فسيغْمُرُكَ المَنْظرُ ألماً=إذْ يصدَمكَ وقد تَنهارْ
هذا البيت جميل فيه تصاعد درامي و فيه تصوير ( يغمرك المنظر ألما ) و سبكه جيد , لكن إذ أساءت إلى المعنى فهي إما أن تكون فجائية و هنا ليس موضعها لأنك غمرت ألما فلن يكون هناك مفاجأة , أو تكون ظرفية و هذا أكثر إساءة للمعنى , فهل يغمرك المنظر ألما حين يصدمك ,
لكن لو قلت : قد يصدمك و قد تنهار ... لكن هذا الكلام يجب عليك أن تقدم له في الأبيات السابقة له .
ثُمَّ ارفقْ واطْلبْ منزلةً=تَرْفعُكَ إلى قدْر الجارْ
العجز جميل في تركيبه و معناه المركّب , ترفعك إلى قدر الجار أي تجعلك جارا حقيقيا و كيف يكون الجار حقيقيا إن لم يساعد جاره و يقدم يد العون , و منزلة الجار جاءت من وصايا الرسول عليه الصلاة و السلام : مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .. كل ذلك جعلالمعنى مركبا و جميلا .
لكن الصدر يبدو و كأنك تتسوله و تشحذ منه العطف , فالواجب لا يُشحذ و لا يطلب أبدا ..
أنتظر التصحيح ...