أيها اللبــلاب
منذ فجر الحب كنا
قد ولدنا
والتقينا
فانتشينا
ورسمنا الحب نورا
ورضعناه احتفالا فوق خدِّ البدر
من نهد الفتون
وغزا الليل دروبا
قد مشينا
بعد أحلام كنور الفجر كنا
قد بنينا
فافترقنا
ثم غبنا
مثلما الأزهار غابت
في خريف العمر
عن أحلى الغصون
كل أوراقيَ تاهت عن دروبي
واحتفى فيها الأنين
ضعتُ
ضاعت
وانحنى اللبلاب جرحا
فوق جرحي
ثم أضحى مع توالي الليل
كفا
تمسح الأوجاع من صدري
ونبكي
كلما مرت بنا الذكرى
وأشجانا الحنين
أي حزن أيها اللبلاب تبكي؟
أي أوجاع رمتها في دروبي
ضحكة صفراء جاءت
من شفاه الحاقدين ؟
أيها اللبلاب يكفي أن تكون اليوم قربي
أن تخيط اليوم جرحا بات جرحي
قد غدا في الشام نزفا
وأطال المكث فيها
أحدثته النار جمرا
في عيون الياسمين
أيها اللبلاب
كن لي
كن رفيقي
واحتضني
وازرع الصبر بقلبي
كم بليل البعد ضاقت في عيوني
كل هذي الأرض وازداد الأنين
يا لشوقٍ
أشعلته الريح نارا
في فؤادي
فغدا العمر جحيما
بين أنيابٍ سجين