صحب الهم
صَحبَ الهمُّ و السهادُ فؤادي.....فَتخلَّتْ عنْهُ حَياةُ الهناءِ
إِنَّني في الغرام جدُّ سقيم ...و أرى في كفَّيْكَ خيْرَ الدواء
أنتَ تَدْري أنِّي أحبُّكَ جدًّا ......مثلَ حُبِّ السِّكِّير للصهْباء
فالهوى صَار ساكنًا في ضُلوعي..بينما لا تريدُ حتَّى لقائي
قدْ كتمْتُ الهوى و لكنْ بدتْ أعْ...راضُه للعيانِ دونَ رداء
لا تدَعْني و قفْ بجنْبي فإِنِّي.....لا أُحبُّ البقاءَ في البأْسَاء
إِنَّ بَحْرَ الغرَام بحْرٌ خطيرٌ......ليسَ فيه للهمِّ أيُّ انقضاء
و اتَّقِ اللهَ في مُحبٍّ غدا منْ ....كَثْرةِ الاكْتئابِ في شرِّ داء
مُنْذ صُغْري أراكَ نَجْمًا منيرًا ...نُورهُ قَدْ غَطَّى نُجومَ السماء
إِنِّني واهِبٌ لقرْبكَ عُمْري..........فَهنيئًا للقرْبِ خَيْر العطاء
كُنْ كريمًا انَّ الكريمَ رحيمٌ .....و عديمُ الجَفاء و البغْضَاء
فَجريحُ الغرَام لا يبْتَغي غيْرَ.......حَنانٍ ينْسيه طُولَ الجفاء
خُلقَ الدِّفْءُ والهنا في التَّداني ..بَيْنما الضرُّ والأسى في التنائي
نمْ هنيئًا أمَّا أنا فظلامُ ......الليلِ أضْحى يَقْتاتُ منْ أعْضَائي
ساءَلتْني عنِ الصفاء ضُلوعي...أبْعدَ الضرُّ يا ضُلوعي صَفائي
ليتَ للدهْر قُدْرةَ النُّطْق حَتَّى.......يَسْتطيعَ الكلامَ عنْ أَعْبائي
إِنَّ منْ يَحْملُ الهوى لا يُبالي........بمَلام العذالِ و الرفقاء
ضَاقَ صَدْري و لَمْ أَعدْ ذا نشَاطٍ...في حَياةٍ لمْ تحْو غيْرَ الرياء
فأنا طائرٌ تَربَّى على الاخْ..لاصِ وَ الصِّدْق و العطا و الإِبَاء
فإِذا غبْتُ عنْكَ فاعْلمْ يقينًا........أنَّ في الحبِّ قدْ لقيتُ فنَائي