|
لِكُلِّ شُعورٍ من حُلَى الشِّعْرِ ما شَــدَا |
وَمَنْ يرتدي الياقوتِ أنْعِمْ بما ارتَدَى |
وَمَنْ يأتِ بالعِقــدِ النَّفيسِ .. مُنَـافِسًـا |
يَنُـوء بِمُـزجـاةِ البِضَـاعَـةِ مَـنْ حَدَى |
لا يستوي العِقْدَانِ ، ما مَحْضُ فِضَّةٍ |
يُنَـاهِضُ في سـوقِ الـذَّوائقِ عَسجَدَا |
أنا مَـنْ أتيتُ الشِّعـرَ فـي كُلِّ مَحفَــلٍ |
فَلَـمْ آتِ قبـلَ اليومِ .. صَرحًا مُمَـرَّدَا |
لَحَـى اللهُ شَـدوًا شَـذَّ عن ذكرِ أحمــدٍ |
شذوذَ شِقَاءٍ .. يَقطَعُ الوَصلْ كالمُدَى |
وَمَنْ يُوقَ شُـحَّ الشِّعرِ يَلقَ الــذي بِـهِ |
سُمُوّ مَقَامَ الحَـرفِ في شُرفَةِ الهُـدَى |
وَمَـنْ لَــمْ يُعَــرِّجْ بِالقَــوَافي تُجَـاهَـهُ |
فَـذَاكَ بَخِيْلٌ .. يَمنَــعُ الزَّهـرَةَ النَّدَى |
فَلَنْ أترك الإحجــامَ يُلجِـــمُ هاجسي |
فأظـلُّ عـنْ سَبَبِ الكِفَـــايَةِ مُبعَـــدَا |
فَكَمْ كَمْ وَكَمْ مَدَحوهُ ما بلغوا الذُّرَى |
قبلي ، ولا ضَاعَتْ حروفَهُـمُ سُـدَى |
ومـا إنْ دَخَـلتُ إلى رِحَـابَ مُحَمَّــدٍ |
تَدَفَّقَتِ الأشعـارُ ، واستبشرَ الصَّدَى |
وربي الـذي مــلأ الوجــودَ بِنُـــورِهِ |
يُنِيرُ بِذَاكَ النُّـورِ .. هاجِسَ مَنْ شَـدَا |
تجلَّى شُعاعُ الفَجرِ في عَتمَةِ الدُّجَى |
مَحَـا ظُلمَـةَ الدَّيجـورِ عَنَّـا وَأرشَــدَا |
وَكُنَّـا ذَوي جَهــلٍ ، وَعُبَّـادَ شَهــوَةٍ |
نَعِيشُ فنَأكُلُ مِــنْ حَــلالٍ وَما عَـدَى |
وَنَسجُـدُ ( لِلعُزَّى ) الشَّقِيَّةِ .. شأنها |
تَمَامًا كَشَأنِ (الّلاتِ) لِلشِّركِ مُنْتَـدَى |
وَبِالجَاهِلِيَّــةِ .. ندفِنُ البِنْتَ خِيْفَـــةً |
مِنَ العَـارِ ، حَتَّى أرسَـلَ اللهُ أحمَــدَا |
فَأصلَحَ شَأنَ النَّاسِ .. دَاوَى جِرَاحَهُمْ |
وأنْقَـذَهُـمْ مِنْ حَسـرَةِ البَعثِ والرَّدَى |
هـوَ الرَّحمــةُ المُهــدَاةُ لِلنَّاسِ كافَّـةً |
هـوَ النِّعمَةُ المُعطاةِ .. ريحانَةُ المَدَى |
أبَى المالَ والسُلطانَ وَالمُلكَ .. داعِيًا |
إلى اللهِ .. كــم عانى ، فَزَادَ تَجَــلُّـدَا |
وجاهَـدَ .. لَمْ يَخنَعْ ، وَلَمْ يَخشَ لائمًا |
وَأُجْهِـدَ لـمْ يَخضَعْ وَكم باتَ مُجْهَـدَا |
فَسُبحـان مَـنْ أســـرى مساءً بِعَبــدِهِ |
إلى المَسـجِدِ الأقصَى فآتاهُ سُــؤدُدَا |
وزَادَ حبيبَ الحَـــقِّ .. إذنًا بِهِجـــرَةٍ |
مِـنْ مَكَّـةِ الغَـــرَّا إلى طَيْبِـةِ اغتَدَى |
لِيُعْـلِـــنْ لِلـدُّنيــــا إقــامَـــةَ دَولَــةٍ |
تقومُ على تَّقــوىً مِـنَ اللهِ سَــرمَـدَا |
وَتَحكُـمُ بالشُّـورى فقامت وَأصبحتْ |
هي الدَّولـةُ الأقـوى ولو يكَرِه العِدَى |
فَهَــذَا رســــــــول اللهِ خير مُعَـلِّـــمٍ |
أقـامَ على التوحيدِ .. جَيلًا وَمَسجِـدَا |
وَآخَــى على الإيْثَارِ أوسًا وَخَزْرَجًا |
وَسَاوي على الإسلامِ بِالبِيْضِ أسوَدَا |
وهــلْ عِنـدَهُ حَـــــــــوَّاءُ إلا أميرة |
أقـــامَ لهـا .. كُلَّ الحُقــــوقِ وَأسْعَدَا |
وَلَـمْ يَنسَ حقًا لليَتِيْــمِ ، وَلَـمْ يَــــدَعْ |
حَقًـا لــذي حَـــقٍ يَضِيــعُ مُجَـــدَّدَا |
فالطَّـيْــرُ وَالحَيَــوَانِ وَالخَلقُ كلهــم |
أقــامَ لَهُـــمْ .. كُلَّ الحقـــوقِ وَحَـدَّدَا |
فَلَـــمْ تَشهَـدِ الـدُّنيَـا عَظيمًا وَقَـائِـــدًا |
مُحِبُّــــــــوهُ بِالمِليَــارِ ، إلَّا مُحَمَّــدَا |
لقَدْ جــــاءَ بالقُـرآنِ .. دينًا وَمنْهَـجًا |
فَـدَانَتْ له الأديانُ مُـذْ أُطْلِــقَ النِّــدَا |
بِـهِ أُطْفِــأتْ نيْرَانُ كِسْـرَى وَقَيْصَرٍ |
بِـهِ كُسِّـرَتْ أصنَـامُ مَـنْ كانَ مُلحِـدَا |
فأشرَقَ وَجـهُ الكَـونِ في كلِّ مَذْهَبٍ |
نَرَى أخـوةَ الإســـــلامِ .. للهِ سُجَّــدَا |
فعـذرا حبيب اللهِ .. إنْ سَبَّكَ العِـدَى |
بِقُـلوبِنَــا التَّبجيــلُ ، أرواحنــا فِـدَى |
عليــكَ صــلاةُ اللهِ .. أشــرف خَلقِهِ |
وأكرم أهل الأرضِ .. بَعثًـا وَمَولِـدَا |