السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أحببت أن أكتب لكم إخوتي أخواتي الكرام
أصغوا لي من فضلكم ولتسمحوا لي بهذه الكلمات قبل بدء المحاكمة التاريخية للطاغوت الأكبر والعدو المتجبر, الرجاء لا تنسوا فلسطين في مرافعاتكم عن الحق باسم الله أولا وآخرا وباسم العدل, ولا تنسوا شعب فلسطين في نصرتكم ولا تنسوا محاكمة شارون وكل من يتمسح بأذياله من الأذناب.
على طريق الحق سيروا لتحقيق العدالة وعودة الحرية لأصحابها في العيش الكريم وعودة الأمان لشعوب فقدت حتى معنى الأمان.
اليوم كلمه ومبادرة, وغدا عريضة, واعتراض, وبعد غد نضال, وجهاد, ثم تحرير, ونصر بعون الله تعالى.
يوم يحاكم التاريخ بوش الثاني يوم افتتاح الجلسة الأولى للمحاكمة سوف نشاهد ونرى ادعاءات كثيرة وشكاوى لم ينظر بها وقضايا لم تحل على مر عقود من الزمان . يتقدم بها كل من ظلم وأكثر هذه الشكاوى إهمالا ستظهر وكذلك قضايا أغلقت ملفاتها ستأتيكم ممن شردوا أجيالا خلف أجيال أصبحوا شتاتا في كل بقاع الأرض, بعد أن نهب منهم كامل الوطن, وزيفت بالباطل هويتهم ولولا التقوت بالإيمان وتجرع الصبر مع الاصطبار لأصبحوا هباء منثورا أو شرذمة حياتهم خواء لكانوا خدما وعبيدا لكل من هب ودب ومحيت من القاموس دولتهم ومسحت من الوجود هويتهم. لكنهم أبوا الإستكانة والخنوع منذ الترحيل الأول من الوطن قصرا وحتى الثبات في أرض الصراع قصرا وصمموا على البقاء وعلى الصمود النادر وكم قدموا من الضحايا في كل بقعة حبيبة في فلسطين نالت منها سهام الموت بيد العدو, وعن طيب خاطر تحملنا وأخذنا العزاء بأنفسنا لأنفسنا ولكن أقمنا في بيوت العزاء بدل المآتم أفراحا ويا للهناء كم شهيد وكم أسير وكم جريح.
والكل معتقل فمن كل تجاه سياجا أكبر من جحيم المأساة حولنا نصبوه , وقيدا من نار المعاناة قدوه , وسجانا من لحمتنا , غير العدو , ولكن يا فرحتنا بعد طول الليل سيطلع نهار والغريب بعد مرار الفرقة سيرجع لأرض الديار وسنأخذ الثأر بأيدينا ربما أشهر قليلة ستمر فلتكن رؤيا أو حتى حلم لتدخل الفرحة قلوبنا ودعونا ننتظر البشرى آن الأوان والوقت حان ليتحقق النصر في أول الخطى على طريق التحرير وما هي إلا قاب قوسين أو أدنى ليعلوا صوت الحق الله أكبر من مآذننا مبشرا أن النصر قادم .
وأهديكم هذه الكلمات التي تحكي غربة شعب بأكملة عن تراب أرضه التي كتبتها روحي على صفحات الأرض بدم الشهادة قبل الشهادة حتى لو مت يوماأو قضيت شهيدة في سبيل الله تذكروني أنا الغربية وشعبي حتى فوق أرضنا وتراب الوطن..خوله بدر
* باسم شعبي أكتب لكم .*
غريب ولكن أين ...؟؟؟؟!!!!
في وطني ... وبين أهلي غريب ....؟؟؟
داخل حدود أرضي غريب ...؟؟؟
في مدينتي , في قريتي , في كل أكناف بلادي .. غريب , غريب , غريب . !!!
أخذوا أرضي وغربوني دون علمي , وزيفوا هويتي لاجئا !!!
جرحوا كرامتي , ضيعوا حريتي , مزقوا لحمي , طحنوا عظمي , زرعوا السم بجسدي , غرسوا خنجرا في كبدي , فالذي اغتالوه ولدي , سخروا المستحيل لتنزع روحي , تفارق أرضي , ضيعوني , ضيعوني , ضيعوني , وأنا مواطنا .
وقلت : عفا الله عما مضى .
ورسمت خطواتي بالدموع وحملت جراحا مثقلة بالألم, تسيل منها الدماء, وبدأت طريقي من جديد, سافرت وغيرت مدينتي ثم إلى أخرى, لكن دون جدوى, فما زالت الكلمة تترنح, وتتردد, حتى صار صداها مسموعا, غريب, غريب, غريب.
وبدون مبرر , أو إبداء رأي , أو حتى دفاع عن وجهة نظر , ومنذ بداية البداية , رفضوا سماع صوتي , أسكتوا حسي , حتى لا أثير جدالا يرفع عن عاتقي ضنى غربتي , أو نقاشا يرفع عن كاهلي ثقل كآبتي .
يا رحمة الله ... هل أبقى بين أهلي , وفي وطني , غريبا ..غريبا ..؟
إلى متى ...؟ وحبهم في القلب له وجيبا ..؟ وصوتي يغرد باسمهم , واسم بلادي , وصداه في الكون بات مجيب .
قصتي يا إخوتي أغرب من غريبة , وأغرب من غربة الغريب , حكايتي التي ترددها الأفواه الفاغرة عن كل سؤال تجيب .
هجرتي من أرضي ... ونزوحي عنها , دون إرادتي , خلد غربتي ...!! ورسم اسمي في الأمم المتحدة لاجئا .!!!! ومحا من قاموس الأمم مواطنا كان ملكا على أرضه وسيّدا..!!! وسوّدوا عليها عبيدا , والسيد بعد الذل أصبح عبدا لعبيده ...!!!!
وقلت الصبر يا رب ....*
وحمّلت الصبر جرحي النازف , وشرياني المقطوع , وألمي , وعذابي , ودمعي , ولوعتي , وهدم بيتي , وحرق زرعي , وغربتي , وطردي من وطني .!!! وحطتّ الرحال قريبا من أناس , قالوا : هم من بقايا حطام المستعمر ..! بعد أن قسم الأرض لشظايا , وحدّ الحدود , وأقام السدود , وأصبحت دويلات يتقاسمها الطمع ...!! وعرفنا أن لنا في بعض هذه البلاد نصيب من حياة !! بعد أن كادت تضيع منا الحياة .
وهكذا : بدأت قصتي يا أخوتي ....!!!
فاضمحلّ العطاء , وتفسّخت الوحدة , وكبرت المصاعب , والمصائب , وهانت الصغائر والكبائر!!! وماتت بعض الضمائر !!!
وأصبحت الحياة كغرابيب سودٍ , أو كقطع الليل الدامس , !!! وكيف إنا ذقنا الهوان مرة ممن طردونا , وذقناها مرات ممن حضنونا ..!!! قلدونا الأشواك , وزينوها بجوهرة نادرة اسمها الغربة !! ومنّونا بأمل العودة .., دونما يحركوا للأمر ساكنا ...!!
وطوانا الحرمان بين حناياه , واعتصرتنا الآلام , من تباريح الشوق , للأرض الأم , لنسمة الهواء , وتهنا في خضم الأحلام المزيفة .. وأصبحنا نقف على شفا هاوية , من الضياع الأبدي , فما زلتم يا إخوتي غرباء , غرباء , غرباء ...!!!
فكيف هو إذن ..؟ وطن واحد هذا الوطن ..؟؟؟ !!!
ومضت السنون عجافا , إلا أن المكان كبر بنا وازدهر .. وحافظنا على هويتنا .. وزرعنا المدائن بشرا وثمرا .. وأخذنا العلم رغم صروف القدر . . ولا زلتم ياإخوتي غرباء ,غرباء , غرباء , وأنا أيضا غريبا .!!!!!!!
ثم دخلت آفاق عالم آخر , وزرت معالم , ومعالم ..!! ودرت حول الكرة ... وخضت بحار , وسدود الأمم , حتى أقارن بيننا وبينهم ...!!!!
فإذا لاختلاف بين الديمقراطية , والهمجية , ولا بين الحضارة , والجاهلية ..!!!! وبقيت في مدينتي , وكل مدن العالم قاطبة . غريب , غرب , غريب ...!!!!
ولكن .!! كيف أنا غريب ..؟ وأنا ابن الوطن الجريح ..!! وأحيا في بقايا الحضن النازف ...!!!؟ كيف أنا غريب ..؟ وأنا متكاتف معهم للخير ناصح ..؟ كيف أنا غريب ..؟ وضياعهم ضياعي ..؟ وعن حقهم دوما أدافع ..؟ كيف أنا غريب ..؟ وعنقود الدم فينا واضح ..؟ !!! وطن واحد , شعب واحد , لكن القلوب ليست على قلب رجل واحد ..؟؟
والكلمة مقسمة إلى أحرف ونقاط ..!! كيف إذن أنا منهم وهم مني ..؟ أليس بالدين بالأفكار , بالعقائد .؟!! حتى لو اختلفت كل الشرائع والعقائد ..؟؟؟
غربوني , غربوني , ضيعوني . شردوني , شردوني , داخل وطني , وخارج وطني ...!!! حتى وصمت عارا بغربتي ... وكأني مجرما .!!!!
جيراني سموني غريبا, وجعلوا هويتي لاجئا, وتكاد هذه الكلمة تخنقني, تفتلني, ولسوف تتحول مع الأيام, لخنجر مسموم بيد ابن وطني يلقيها في قلبي فتغرز وتدمي خافقي, ثم يكبر جرحي حتى يلتقي مع تراب الأرض الطهور..التي حفرت عليها اسمي الأصلي, مواطن من بلدي.
لكننا في الهواء سواء, غرباء عن بعضنا, عن أرضنا, عن مقدساتنا, كلامنا تنزف... والحرية مسروقة, والأمل معتقل, والهوية مزيفة, فلا داعي يا بن الوطن, لضربة من الخلف, تأتي في الصميم, ولا ضير من الوحدة مع الائتلاف, فالبلاء واحد, يكفي هذا الهراء بابن الوطن..والرب واحد , والحق واحد ... والحق إنني لست غريبا , لكن الدنيا عجيبة وبات الأمر غريبا بعدما كتب اسمي على لوح القضاء ... أيضا غريبا .. غريبا ....!!!!!!!!
ونلتقي على طاعة الله ورضاه
كلمات أختكم في الله خوله
إبنة الوطن الجريح