المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة
وعليكم السلام والإكرام
مرحبًا بك أختي ( عَيْمَر )
........................
أهلا و مرحبا بالمصطفى
- أما الشعر وكتابته أو نظمه أو إنشاؤه ، قولي ما تشائين ، فهو عمليّة معقّدة عصيّة عن التعريف فضلاً عن التأليف ! وأقربُ تعريفٍ إليّ للشعر هو هذا : ( التعبير عن تجربة شعوريّة إنسانيّة بصورةٍ موحية ) . أمّا كيف ذلك ، فللموهبة دورٌ ، وللقراءات النهمة لعيون الشعر قديمه وجديده دورٌ ، ولعلم العَروض دورٌ ، ثمّ الشرط قبلَ كتابة الشعر ألاّ يُستدعى الشعرُ ، بل يُترَك ليستدعينا هو لنكتبه ، كعمليّة الولادة تمامًا ؛ فالمولود حين يُولَد ، هو من ( يُقرر ) متى يَخرج إلى هذه الفانية ، لا الأمّ ! وإجبارُ النفسِ على كتابة الشعر ، يُشبه إخراجَ الجنين بعمليّة قيصريّة محددة الموعد غصبًا عنه !! والنتيجة واحدة : نظمٌ مُتكلّف لا قيمة له ، وأمٌّ مُشوّهة ، معطوبة ، لا تصلح إلاّ لولادتين أو ثلاث !!
.................................................. .................................................. ........................................
إذا هذا هو التّكلّف في الكتابة و النّظم
آآآه منّي كأنّي أتكلّف حتّى المواقف و الأحداث اليوميّة
أستاذي الكريم أتعبتني المحاولة صدّقني فأنا إذا ما حملت كرّاستي و قلمي جمدت أفكاري و شُلّت أصابعي حتّى في بعض المرّات أبكي و لا أستدرك
.................................................. ......................
- وأمّا عن الأسلوب المُسترسِل في الكتابة النثريّة : فالاسترسال يعني الاتساعَ والاستمرارَ والسلاسة والسهولة . والكاتبُ المسترسِلُ يترك قلمه يسرح ويمرح على الورق كالفرس العربيّة الأصيلة ، رشيقة جميلة آسِرة . المهمّ ألا يكتبَ من أجلِ الكتابة ، فيبحث قصدًا عن سجع أو جناس أوطباق .. أو أي زينةٍ لفظيّة أو معنويّة؛ بل يكتبُ أفكارًا أشبعَ رأسُه بها مُسبَقًا ، وخطط ذهنُه لمقدمتها وأدلتها وخاتمتها ، ولسوف يرى أنّ تلك الزينة تسعى إليه بنفسِها ورغبتِها ..
و لا يتمّ للكاتبِ ذلك في يومٍ وليلة ، ولا في أيّام وليالٍ ، فلا بُدّ أن يكونَ جائعًا دائمًا للقراءة ، وعَطِشًا لتمثّل ما يقرأ من خير ما كتبَ ويكتبُ كبارُ الأدباء البلغاء . ولا بُدّ أيضًا من أن يُدمنَ التعبيرَ عن نفسه كتابةً ، وأن يُقيم بينه وبين القلم والورق صداقة ؛ يستغني بها عن صداقاتِ البشر ومجالس اللهو ، وأحاديث التافهين !
وهنا أنصحُ لكِ – أختي الفاضلة – أن تعبّي من كتابات هؤلاء الكبار عبًّا ، لتستفيدي من أسلوبهم ولا بأسَ إن خالفتِهم أو خالفوك بالفكر ، فقراءتهم – هنا – لتمثّل أسلوبهم المسترسل العظيم في الكتابة وهم : مصطفى لطفي المنفلوطي – محمد سعيد العريان – أحمد أمين – مصطفى صادق الرافعي ( وابدئي بـ " وحي القلم " ) – وكلّ ما كتبَ سيّد قطب – علي الطنطاوي – طه حسين – ميخائيل نعيمة . وهناك غيرهم كُثُر ، ولكن إن قرأتِ هؤلاء بتأمل وتدبّر ، ثم في تمثّل ؛ سنقرأ لكِ قريبًا هنا في الواحة قطعًا نثريّة تُشبه الحلوى الشاميّة ..
- وأخيرًا ، هلا تفضلتِ بذكر معنى ( عَيْمَر ) ؟ فلقد بحثتُ قليلاً عن معناه فلم أوفّقْ . وجدتُ معنى كلمة ( aimer ) بالفرنسية فقط ..
تحياتي