|
اللهُ أكبرُ عصفُ النارِ يشتدُّ |
وحرقةُ القلبِ يطفي ظمأَهَا الردُّ |
القدسُ نامتْ على وعدٍ بزلزلةٍ |
منها المصانعُ والأعلامُ تَنْهَدُّ |
ما إنْ توهَّجَ قرصُ الشمسِ يلفحُهَا |
حتى تجلَّى على أحيائِها الوعدُ |
وعدُ الكتائبِ مثل الصبحِ بارقُه |
إذا تجلّى وفي صيحاتِها الجدُّ |
إنْ كادَها البغيُ يوماً في شوامخها |
فالكيدُ حتماً قبيلَ الصبحِ يرتدُّ |
لمَّا تهادتْ بأرضِ القدسِ حافلةٌ |
وقدْ تصَعَّرَ منْ أعدائِنَا الخَدُّ |
لمْ تمضِ إلاّ هنيهاتٌ وقدْ صفعتْ |
وجهَ العدوِّ بكفٍّ مالها صَدُّ |
شدَّ الشهيدُ حزامَ الموتِ فانفجرتْ |
ورُجّتِ الأرضُ لمَّا زمجرَ الرعدُ |
قدْ أشبعَ الكفرَ ضرغام الوغى ألماً |
ومخلبُ الليثِ بالبأساءِ يَمْتدُّ |
مُعْطِي العدوَّ كؤوسَ الصابِ يَجْرَعُهَا |
فلا محيصَ وما منْ شربِها بُدُّ |
إذا العدوُّ رمى أبطالنَا حِمَماً |
فالنارُ عندَ بني القسَّامِ تَشْتدُّ |
حتى يذوقَ بنو الأمواتِ ماصنعوا |
واليومَ حقاً يطيبُ البغضُ والحِقْدُ |
قدْ بعثرَ الليثُ أشلاءً ممزعةً |
لايُستطاعُ على أعدادِها العدُّ |
شارونُ حصّنْ حصونَ الجيشِ إن عصفتْ |
ريحُ الكتائبِ خرّ الحصنُ والسدُّ |
هذي الكتائبُ في الهيجاءِ عاصفةٌ |
تذرو الهشيمَ ومافي عصفِها حَدُّ |
أُسْد الكتائبِ يومَ الروعِ عابسةٌ |
تُبْقي العدوَّ صريعاً وهو مربدُّ |
إذا رأتْهَا جيوشُ البغي لارتجفتْ |
وليس في ساحةِ الهيجا لها نِدُّ |
يخشى اليهودُ غداةَ الروعِ بطشتَها |
ولاينامُ على أطرافِها الوغْدُ |
يامنْ يُفِيضُ على الهلكى مَوَدَّتَهُ |
هذا المقامُ به يُسْتقبحُ الودُّ |
لايرفعُ الظلمَ غيرُ السيفِ منصلتاً |
إنْ فارقَ السيفَ في ميدانِهِ الغمدُ |
أو يمطرُ الشبلُ من رشاشِه لَهَباً |
لاتُسْعَرُ النَّاُر إنْ لمْ يُقْدَحَ الزِّنْدُ |
تلكَ الكتائبُ فوقَ الشمِّ منزلُها |
تعانقُ النجمَ لم يُنكسْ لها بندُ |
اليومَ هَزَّتْ ضواحي القدسِ زلزلةٌ |
وبعدَ حينٍ يُدكُّ التلُّ واللدُّ |
وبعدَ حينٍ ترى الأجواءَ صاخبةً |
وقدْ تخاذلَ عندَ البطشةِ الجندُ |
وبعدَ حينٍ يدوي الرعدُ في صفدٍ |
حتى تَُزلْزَلَ منْ أصدائِهِ الهِنْدُ |
وبعدَ حينٍ يفيضُ السيلُ محتملاً |
رجْسَ اليهودِ ويجري بالتُقى المدُّ |
فلا يسوؤكَ شارونٌ ولا زمرٌ |
تستمريء الخزيَ والإذلالَ منْ بعدُ |
بلْ تملأُ الكونَ صيحاتٌ ترددُهَا |
جندُ الألهِ ويعلو في الدُّنَا الحَمْدُ |
هذا الشهيدُ ومنْ كفيهِ قد نزلتْ |
حِمَمُ الصواعقِ يحدو قصفَهَا الرَّعْدُ |
تشفي صدورَ بني الإسلامِ قاطبةً |
كأنها في قلوبِ الأمةِ الشَّهْدُ |
عشْ ياشهيدُ بظلِّ العرشِ مبتهجاً |
بينَ الجنانِ يُسَاقِي أهلَهَا الودُّ |
قدْ عشتَ تُبْغِضُ عيشَ الناسِ في دَعَةٍ |
هذا لعمركَ يامحبوبَنَا الزُّهْدُ |
طوبى لأمك أمُّ الليثِ ماعمرتْ |
لها التحياتُ والإكليلُ والوَرْدُ |
عهدٌ عليَّ بأنْ أقفو قوافلَكُمْ |
حتى يُغَيِّبَنِي في حُضْنِهِ اللَّحْدُ |
هذا مَقالِي وقولُ الحُرِّ مَوْعِدَةٌ |
لايحسنُ القولُ حتى يصدقَ العهدُ |