حين تقسو الأرض تصاب الأفكار بالدوار وحده صوت المطر يمنحنا شعورا بالطمأنينة الجميلة
والإحساس الجميل هو أن نعرف كيف نخون أحاسيسنا بطريقة أجمل..
هذا ما كنت أحدث به نفسي وقت طلبت من زوجتي أن تحضر لي طعام الغداء وجاء ردها... لا شيء في المطبخ!
وقتها انطفأ كل بريق بسكتة جوع.. لا أعرف لم جلست في تلك اللحظة ابنتي ذات الخمسة أعوام قبالتي تسألني..
هل تشتهي الآيسكريم؟.. ابتسمت : أنا لا استخدمه!..
تسللت لي ابتسامتها عبر الهواء الساخر، نهضت بوجه رصين لا يترك خلفه أثرا، ممتلئا بضجيج أفكار تصعد سلم الفضاء لأقصى النسيان
خرجت من المنزل .. على الرصيف الآخر لمحت طفلا يضحك يحمل بالونا أحمراً تذكرت ابنتي، بعد دقائق وجدتني ابتاع بالونا أصفراً..
في طريق عودتي كنت أنفخ بطن البالون، أول ما لمحته ابنتي ضحكت، استمتعت بصوت ضحكاتها، اقتربت لتلتقطه مني.. قلت لها: هذا لي!
هل تشعر أنك طفل!
هل تشعرين بأنك مشاكسة أصغر وأكبر من مراهقة!
أريد البالون
وأنا أريد مقابل البالون!
خذ ما تريد
وضع يده على الأقراط وقال: هذا الأصفر!
قهقهت .. اعطيني البالون
أنتِ الآن أجمل طفلتي!
في المساء أنا وزوجتي على مائدة العشاء، لم أشعر بنفسي مضحكا أكثر مما يجب، أو أني متفوقا على الجوع بالغدر..
كل ما كنت أشعر به الشبع حد الغثيان!
في الأخبار المذيع: انهى الرئيس خطابه الحماسي
زوجتي ساخرة : سيرسلون الطائرات والبراميل المتفجرة
ابنتي: طائراتهم الورقية!..
تركتهما معا وذهبت إلى فراشي لأستلقي فسبقني..
صوت انفجار