الإسلام دين واحد
تحت هذا العنوان أود الدخول في موضوع قديم جديد هو الدعوة للوحدة الإسلامية.
إن محاور الموضوع تنتظم في مايلي
1 أولوية الموضوع وأهميته
2 ماهي نقطة البداية للانطلاق في هذا الهدف
3- ما هو المنهج الذي يصل بنا إلى الهدف المنشود (تحقيق الإسلام الواحد)
ضمن المحور الأول ابدأ بقول الله سبحانه إن الذين تفرقوا وجعلوا دينهم شيعا لست منهم في شيء
وقوله (واعتصموا بدين الله جميعا ولا تفرقوا )وقول الله (إنما المؤمنون إخوة )
وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم(عليكم بالجماعة..........)
وقوله( المسلمون ذمة واحدة يجير أدناهم على أعلاهم)
فالخطاب الرسالي الإسلامي وضع الإخوة الإسلامية فوق اعتبارات العشائر والطوائف والوطنية.
ولم يكن هنالك حاجة لان يتمزق الإسلام واقعيا إلى طوائفه وفرقه التي تتمترس بمجملها إلى حديث النبي (تفترق أمتي بضع وسبعون فرقة )لتبررالتشرذم والتفرق وهكذا ضربت الفرقة أطنابها في مرابع المسلمين وحصل ما حذر منه النبي الكريم
ولن أطيل أكثر بل انتقل للفكرة التالية وهي هل يمكن إن ندعو لإسلام بلا طوائف ؟
وهل هذا مطلوب شرعا ؟
إن هذه الدعوة ربما تكون نقطة البداية للوصول إلى إسلام واحد
قال تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) وقال (إن الدين عند الله الإسلام )وقال (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )فنحن ندعي إننا مسلمون وكفى..... مسلمون على نهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
مسلمون...كلمة نرفعها في وجه الطوائف المتدابرة المتباغضة المتناقضة
مسلمون وكفى ...في مواجهة هموم ثقيلة يئن المسلمون تحت وطأتها...واقع حالك يعيش المسلمون فيه بين مطرقة الطائفية وسندان البغي العدواني الخارجي فتن يصبح الحليم فيها حيران فأرباب الشعائر الدينية يدعون لتوحيد الصفوف الإسلامية ولكن ضد بعضها الإسلام ضد الإسلام
والفتاوى جاهزة لتكفير المسلمين واستباحة دمائهم الرخيصة في سوق الشرق والغرب فتحت شعارات الطائفية يتم قتل الناس هنا وهناك ويتابع الأدعياء تسلطهم المرعب على الناس فإذا جهر الشيعي بإسلامه اسرعو إلى القول بأنه يستعمل التقية ويجب رد دعواه بالإسلام وفي الضفة الأخرى يتشدق الحاقدون بنبش القبور وصلب التاريخ الإسلامي برموزه وأبطاله ظلمات بعضها فوق بعض.
إن الطائفية تمثل حصارا بغيضا للمسلمين وتضييقا واختزالا مبهما للمعنى الاصطلاحي لكلمة المسلم.
وكذلك فهي تعبئة نفسية واستعداء داخلي يهدد بنية الإسلام بالتفكك والانقسام.
إن طوائف المسلمين بما تمارسه واقعيا وفكريا من تكفير واضطهاد يخالف قول الرسول (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )إنما تقوم باحتكار مقيت للإسلام الحنيف وتحصره ادعاء بطائفتها وتنزع ثوب الإسلام عن المخالفين وتبتدع أساليب ظاهرها الغيرة على الدين وباطنها الكيد للمسلم الحق والله أغير على دينه وقد قال (ولا تقولوا لمن ألقى أليكم السلم لست مؤمنا)وقد مر بنا قوله صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنهما (هلا شققت عن قلبه )وقوله( كل المسلم على المسلم حرام) فكفانا جهلا ومزاودات.
-إن الطائفية هي دعوى نتنة تقف حائلا دون الإسلام وإذا كان كل الطائفيين يدعون إنهم حماة الدين وأتباع سيد الخلق فإنني ادعوهم إلى إن يتركوا الدعاوى الطائفية وينسبوا أنفسهم للإسلام وكفى به اشرف النسبا.
إنني أدعو لرفع شعار الإسلام نهجا بديلا للنهج الطائفي السني والشيعي واستبدال مصطلح أهل السنة والجماعة بمصطلح المسلمون
وفي مواجهة العدوان الخارجي وقوى الاستكبار وفراعنة العصر فان المسلم يدرك وجود تجييش طائفي على امتداد الساحة الإسلامية وقد كاد يتحقق فينا قوله تعالى (يخربون بيوتهم بأيديهم )
المحور الثالث من موضوعنا والذي يخص النهج الذي يصل بنا إلى إسلام بلا طوائف فهذا موضوع مؤلم غاب عن الساحة الإسلامية على امتداد التاريخ الإسلامي ويجب صياغته من قبل العلماء الصادقين والمجتهدين ومن وجهة نظري كمسلم مسؤول أمام الله عن القيام بالنصح لله والمؤمنين فإنني اعتقد إن الإسلام الواحد يحتاج إلى
1 توحيد القدوة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم دون سواه تصديقا لقول الله وأمره
2 توحيد المصادر الإسلامية وتحييد النزعات الطائفية عنها و التي أمعنت تنكيلا بالنصوص الإسلامية تأويلا وصرفا وردا
3 -رفع راية الإسلام الواحد في وجداننا وسلوكنا وآمالنا وتحسين ظن المسلم بربه وبأخيه المسلم والدعوة للمسلمين بالهداية والصلاح
4-العلم المقترن بالتقوى هو الطريق الصحيح لنهضة فكرية إسلامية يكون أربابها من الذين صدق فيهم قول الله (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )
5-رفع الحصار عن التدبر المنطقي لآي القرآن والإقرار بعالمية الإسلام ورفع الهيمنة الطائفية والعرقية واللغوية عن كاهل الإسلام والمسلمين.
كتبه د.محمود السايح