أراك علي ولست معي
أنخت السحاب ولم تقنع
تعال فما عاد خلف المدى
سوى غيهب يشتهي مصرعي
إلى أين تمضي ؟ فكل الجهات
تردد لي في صداها : ارجعي
تعاطيت كأس الهموم مليا
وجذفت في حالك مفزع
تجوب الفضاء بخيل العناء
تزف السهاد إلى مخدعي
أتذكر إذ كنت طفلا شقيا
تعد السنين على أضلعي
لتخرج منها سميعا مجيبا
فخالفت لما بلغت السعي
وأدركت خطوك حين استدلت
عيون الوقار على إصبعي
وحجت جموع الفخار إلي
كشفت الغطاء وقلت قعي
أنور خلقت فما يحتويك
وعاء من الطين لم يسطع
أصخر خلقت فما تعتريك
لحون تحوم على مسمعي
قطعت الزمان إلى مشرقي
وذبت ﻷلقاك في اللاوعي