المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء حرمة الله
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته
تحية قطفتُها من حدائق الياسمين
الأخت العزيزة بنت بجيلة،
الشكر لكِ على فتح باب النقاش الذي يثري أقلامنا جميعاً، والشكر للحبيبة حرة على ماأوضحت وبيّنت في غيابي، ولعلّي لاأضيف على ماعلّقتْ وشرحتْ، مشكورة، إلا بعض النقاط:
- بالنسبة للفعل "يقرأ"، الهمزة هنا متطرفة، والهمزة المتطرفة حكمُها حكم الحرف الساكن، لأنها في موضع الوقف من الكلمة، و يكون ماقبلها ساكنا أو متحركا، فإن كان ماقبلها متحرك كما في "يقرأُ"، فإنّ الهمزةَ تُُكتَب بحرفٍ يناسب حركةَ ماقبلها - مهما كانت حركتها حتى وإن كانت أقوى من حركة الحرف الذي قبلها- فترتكز على الألف، أما إن اتصل الفعل "يقرأ" ومثيله بضمير كما في: قرأوا/يقرأون، فإمّا أن تبقى الهمزة على حالها قبل أن يتصل بها ما يجعلها شبه متوسطة، لأن هذا توسط عارض، أي تبقى على حالها من الرسم الأول في حال تطرفها: فتكون: "يقرأون"/قرأوا"، أو تُعامَل معاملة الهمزة المتوسطة المضمومة بعد فتح، فتُكتَب: "يقرؤون"/قرؤوا"، والوجهان صحيحان..
--لكن في الحالة التي وردت بنصك وهي: ""إني أكتب على لسانك الصامت لأحدثك، (لأقرأك)""، فهنا لايمكن كتابة الهمزة إلا على ألف، فالهمزة مفتوحة بعد فتح، لأن الفعل المضارع "أقرأَكِ" منصوبٌ بلام التعليل، (لِ)، ولام التعليل هي من حروف النصب، وفيها رأيان، فالكوفيون يرون بأنها تأتي بمعنى "كيْ، و"كيْ" أيضا هي من حروف النصب أي بتقدير: (كيْ أقرأَكِ)، أما البصريون فيخالفونهم الرأي، ويرون بأن الناصب للفعل هو: "أنْ" المُضمَرة المقدرة بعد لام التعليل، بتقدير: (لأنْ أقرأَكِ)، وكان احتجاج الكوفيين بأنّ لام التعليل تشتمل على معنى: "كيْ"..
-بالنسبة للفعل: "صنعتِه"، فقد بينت الحبيبة حرة مشكورةً، ولها الفضل من قبل ومن بعدُ بعد اللـه سبحانه، أن الفعل هنا ليس فعلَ أمر، لان الفعل هو: (صَنَعَ)، وورد بالجملة المذكورة متصلا بتاء الفاعل المتحركة، وهذه من علامات الفعل الماضي لا الأمر، أمّا علامة الفعل الأمر التي يتميز بها عن الماضي والمضارع هي قبوله لياء المخاطبة ونون التوكيد: "اصنعي واصنعن"، لذلك الياء في (صنعتيه) ليست من الفعل الماضي وإلا فالفعل هو: (صنعتِي)) قبل اتصاله بالضمير الغائب، وطبعا هذه الياء غير صحيحة وليست من الفعل وتركيبه.
-بالنسبة للتعبير: "لإساءتي"، فالفعل هو: أساء يسيء إساءةً، ونقول: أساءَ الشيءَ أي أفسدَه، وأساءَ إلى الشيء : ضدّ أحسنَ ، وقد فهمتُ من المعنى الذي ورد بالنص من خلال قولكِ: ""كلا ورب الكعبة، إنك أحسنت من حيث أردت إساءتي""، معنى: الإساءة إلى/ضدّ الإحسان، والقرينة هي الفعل: "أحسنتِ"الذي ورد بالسياق..
ولاضير أختاه، فكلنا نخطئ ونصيب، لأن الكمال للـه وحده، وكلنا هنا ليكمّل بعضُنا بعضاً، وليساعد بعضُنا بعضاً أخوةً في اللـه، وكلنا طلبةُ علمٍ نتلمّس طريقنا نحو التعلّم، ومسيرةُ العلم لاتتوقف ولاتنتهي حتى تتوقف الأنفاس عن الخفقان..
دمتِ لنا..
لكِ مني كل الود والاحترام والتقدير
وألف باقة من الورد والمطر